قالت وزارة
الصحة الفلسطينية في قطاع
غزة، إن المستشفيات والمراكز الصحية، في القطاع تعاني من أزمة
وقود حادة، تهدد استمرار عملها.
وقال الناطق باسم الوزارة، أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي، عقد الأربعاء، في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة إن" مستشفياتنا ومرافقنا الصحية تعاني نقصا حادا في كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات والمرافق الصحية".
وأضاف القدرة: "نقص الوقود في مستشفيات قطاع غزة، والمراكز الصحية دفعنا لتقليص 50 بالمئة من خدمات الإسعاف والنقل الصحي".
وأوضح أن "النقص الحاد في الوقود سيتسبب بكارثة إنسانية كبيرة وسيوقف عمل العديد من المراكز الصحية".
وقال القدرة إن "الوضع الصحي في القطاع يحتاج إلى حاضنة حكومية ودعما مؤسساتيا عاجلا".
وترجع أسباب الأزمة إلى عدم قدرة وزارة الصحة في القطاع على شراء الوقود، بسبب عدم دفع حكومة التوافق الفلسطينية، منذ تشكيلها، مطلع حزيران/ يونيو الماضي، المصاريف التشغيلية للوزارة، وبقية المؤسسات الحكومية في القطاع، بحسب ما تقوله الوزارة.
وفي السياق ذاته، أعلن القدرة "نفاد 28 بالمئة من قائمة
الأدوية الأساسية، إضافة إلى نفاد 55 بالمئة من المستهلكات الطبية، وأن ما يزيد عن 10 بالمئة منها مهددة بالنفاد خلال الفترة المتبقية".
وأشار إلى أن إغلاق معبر رفح البري "يزيد من تردي الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة".
وأغلقت السلطات المصرية معبر رفح البري الواصل بين قطاع غزة ومصر.
وطالب القدرة، المجتمع الدولي "باتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لإنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني الذي يتعرض له القطاع".
وحمّل القدرة الاحتلال الإسرائيلي "مسؤولية تردي الأوضاع الإنسانية والصحية في القطاع".
وناشد كافة المؤسسات الدولية "للتدخل العاجل لإنقاذ منظومة العمل الصحي، وحماية حقوق المرضى العلاجية التي تحتاج إلى مساندة عاجلة وفعالة".
ويعاني قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 1.9 مليون نسمة، من إغلاق المعابر وحصار إسرائيلي شديد، الأمر الذي أثر على جميع نواحي الحياة في القطاع.
دعوة لحماية الصحة النفسية للأطفال
وفي سياق متصل، طالب "برنامج غزة للصحة النفسية" المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان وحماية الطفولة، بالوقوف في وجه الانتهاكات الإسرائيلية، ووضع حد لها قبل أن تتمكن من تدمير مستقبل الطفولة الفلسطينية، وقتل فرص "السلام"، على حد تعبيره.
وقال البرنامج في بيان صدر عنه، الأربعاء، وهو اليوم الذي يصادف "اليوم العالمي لحماية الأطفال من الإيذاء والعنف": "تأتي هذه الذكرى في الوقت الذي يعيش فيه الأطفال الفلسطينيين شتى أنواع القهر والفقر والعنف والحصار نتيجة لممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المستمر عليهم".
وعانى الأطفال الفلسطينيون جراء العدوان الأخير على غزة، حيث استهدف المحتلون المدنيين والمقدسات، في حين تتسارع خطط الاستيطان في مدينة القدس المحتلة.
وأضاف أن "سياسة الاستهداف الإسرائيلية للطفل الفلسطيني من خلال القتل والجرح والاعتقال والنزوح القصري من منازلهم، نتج عنها انتهاكات جسيمة وآثار سلبية نفسية واجتماعية مدمرة على الأطفال وعائلاتهم".
وأوضح أن عدد الشهداء من الأطفال خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بلغ 530 والجرحى 3306 طفلا، وفق البيان.
وتطرّق البيان إلى دراسة أجراها "برنامج غزة للصحة النفسية" عقب العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2012، والتي أكدت أن ما يقارب 30 في المئة من أطفال القطاع تعرضوا لمستويات عالية من الصدمات النفسية خلال العدوان، إلى جانب وجود درجة عالية في احتمال تعرّضهم لاضطرابات أخرى مثل الاضطرابات العاطفية العصبية مستقبلا.
ودعا البرنامج، الجهات والمؤسسات الدولية إلى العمل على إعطاء الطفل الفلسطيني الحق في العيش بأمان وحرية وسلام، كباقي أطفال العالم، ورفع الحصار عن قطاع غزة.