أثارت تصريحات الناشط
المصري وائل غنيم التي تحدث فيها عن مآلات الوضع في بلاده بعد أربع سنوات على ثورة الخامس والعشرين من يناير، ردود فعل متفاوتة على الساحة المصرية، أغلبها كان مهاجماً له.
فبعد غياب لغنيم دام قرابة العام والنصف، وبالتحديد من اللحظة التي تم الانقلاب فيها على الرئيس محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013، أطل غنيم ليقول إن "النهايات السعيدة تحدث فقط في هوليوود وليست في الحياة الحقيقية.. فمصر ليست في الحالة التي كنا نطمح أن نراها عليها".
وقال غنيم في كلمة له في قمة Rise Up بواشنطن التي نظمتها مؤسسة "فيوجن" الأمريكية الأربعاء الماضي، "أسترجع ما حدث في مصر منذ ذلك الحين.. يبدو أن النهايات السعيدة تحدث فقط في هوليوود وليست في الحياة الحقيقية.. فمصر ليست في الحالة التي كنا نطمح أن نراها عليها.. لكن هناك شيئا ما مفاده أن التغيير يمكن أن يكون تدريجيًا، وأن الثورات عمليات مرحلية، ومن أجل هذا ينبغي أن نستمر في القتال من أجل القيم".
وكان غنيم معارضا للرئيس محمد مرسي، كما أنه بارك المظاهرات التي خرجت ضده في 30 حزيران/يوليو، والتي شكلت غطاء للانقلاب العسكري في مصر، كما لم تظهر له أي ردود فعل على قتل آلاف المصريين أثناء مجزرة رابعة وميدان النهضة وبعدها.
وعلق الناشط المصري أحمد عبد الحميد على كلمة غنيم، وكتب على صفحته على موقع "فيسبوك": لا يمكن أن تثق فيمن اختفى وقت الجد، و بمن امتنع عن الكلام بينما كان وزيرا أو نائبا أو مستشارا في حكومة أمرت بقتل الآلاف من المتظاهرين، و لا يمكن اعتبار الاختفاء بغير سبب".
وأضاف: " وعليه، لا يمكن اعتبار الظهور المفاجئ لتصريحات الدكتور #
البرادعي، و المهندس وائل غنيم... و أخيرا لقاءات باسم يوسف المكثفة مؤخرا... محض صدفة، بل يجب التعامل مع هؤلاء الأشخاص بالقدر نفسه من الصمت، و الهرب الذي صاحبهم وقت الجد".
وكان نائب الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور الذي جاء بعد الانقلاب مباشرة، محمد البرادعي، أطل أيضاً بعد مدة طويلة من الغياب ليدعو في محاضرة له في جامعة "هارفرد"، إلى "العدالة الانتقالية والتقارب الشامل بين جميع الأطراف".
واعتبر الناشط المصري أحمد غانم أن ظهور غنيم جاء بعد ارتكابه ثلاث "جرائم"، أولاها " جريمة المساندة السياسية للانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر بدلا من اللجوء للآليات الديمقراطية التى كفلها الدستور لعزل الرئيس ومحاسبته".
وثاني هذه "الجرائم" بحسب غانم: "جريمة الترويج الإعلامي للانقلاب في العالم وإجراء المقابلات الصحفية مع صحف أوروبية وأمريكية للتأكيد على أن ما حدث ليس انقلابا".
وثالثها: "جريمة الهروب من الساحة وعدم إدانة المذابح التى ارتكبها الانقلاب ووثقتها هيئات عالمية محايدة -غير إسلامية - مثل منطمة العفو الدولية".
في حين اعتبر نشطاء أن ظهور غنيم على الساحة "إضافة جديدة للمسار الثوري"، بعد سنوات من الجهد الضائع.
فيما كتب الصحفي المصري تامر أبو عرب متهكماً على مجريات الأحداث: "من ساعة ما البرادعي نطق ووائل غنيم ظهر وأنا قاعد ع اليوتيوب مستني فيديو أسماء محفوظ وبيان عصام العريان".
وظهرت في الفترة الأخيرة شخصيات مؤيدة للانقلاب، بدت وكأنها تعارضه، مثل الممثل المصري خالد أبو النجا الذي قال إنه إذا بقي الوضع في مصر على ما هو عليه سنطالب الرئيس بالرحيل، فيما قال الأمين العام لتحالف الوفد المصري، والذي أيد الانقلاب، عمرو الشوبكي إن "عزل مرسي جاء بطريقة غير شرعية".
كما حذّر رئيس الحزب المصري الديمقراطي محمد أبو الغار من قيام ثورة دموية قريبا في مصر بسبب الظلم والتهميش واحتكار العسكر للسلطة، وظهر أيضا الكاتب المصري المعروف مؤخراً قائلاً: " إن الإرهاب أصبح بمثابة "الشماعة" التى نعلّق عليها فشلنا طوال الوقت".