أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة، السبت، تشكيل "مجلس قيادة
الثورة السورية"، بعد يومين من الاجتماعات بين ممثلين عن تلك الفصائل، في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا.
ويضم التشكيل الجديد حوالي 100 فصيل من مختلف جبهات القتال في
سوريا، ويأتي استجابة لمبادرة "اعتصموا" التي أطلقها ناشطون وقوى معارضة مسلحة، دعوا فيها فصائل المعارضة إلى التوحد ضد هجمات النظام السوري، التي زاد زخمها في الآونة الأخيرة.
وأوضح المتحدث باسم اللجنة التحضيرية في المؤتمر التأسيسي لمجلس قيادة الثورة باسل غزال أن "الإعلان عن التشكيل الجديد جاء بعد اجتماعات عديدة مكثفة، تخللتها خلافات بين ممثلي الفصائل"، لافتا أنه "في نهاية تلك الاجتماعات، تم التوصل إلى اتفاق على تشكيل المجلس وآلية عمله".
واعتبر غزال أن المجلس هو "مشروع كل سوري حر، وكل معتقل، ومهجر، وشهيد"، كما توجه بالشكر للحكومة التركية لدعمها الشعب السوري.
وقرأ غزال ميثاق المجلس الذي يتمتع بالإلزامية لجميع أعضائه، ومن أهم بنوده: "إسقاط النظام، والتشاركية في بناء الدولة، واستقلالية القرار السوري، والتأكيد على العدالة، وحرية كافة مكونات النسيج الاجتماعي السوري".
ونصت رؤية المجلس على "توحيد فصائل الثورة لإسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه، والعمل على تنسيق وإدارة المرحلة الانتقالية لحين تسليم السلطة للشعب، وتبني مبدأ سيادة القانون"، كما أكدت رسالة المجلس على "التصدي لإرهاب النظام وحلفائه، ورفض كل الممارسات الخاطئة من بعض القوى على الأرض، بما في ذلك ظاهرة التكفير".
وانتخب المجلس القاضي المستشار قيس الشيخ رئيساً له وأحمد الراغب نائبا للرئيس، وناجي النهار أمينا للسر، في حين تم انتخاب 11 عضواً للمكتب التنفيذي عن كافة المحافظات السورية عدا حلب.
وألقى رئيس المجلس المنتخب "قيس الشيخ" كلمة أشار فيها إلى "معاناة الشعب السوري من براميل النظام المتفجرة، ومن الفساد، والاستئثار بالسلطة الذي يمارسه النظام"، مشددًا على "أهمية الوحدة لهزيمة العدو".
وأوضح الشيخ أن "المجلس ليس بديلًا عن أية تكتل أو ائتلاف"، لافتا إلى أن المجلس يمد يده إلى كل التيارات والتوجهات، أينما كانت، كما أكد على أن "المجلس سيتحلى بالواقعية والحكمة في اتخاذ القرارات، ومراعاة الظروف السياسية، والعسكرية القائمة، في التحرك، دون أن يكون ذلك على حساب قيم الثورة وأهدافها".
وكان رئيس المجلس الذي انتخب "بالتوافق" القاضي قيس الشيخ قد أعلن استقالته من منصب وزير العدل في الحكومة السورية المؤقتة بعد تسميته رئيساً للمجلس بفترة قصيرة، من خلال بيان كتبه عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل "فيسبوك".
ويشكل "
مجلس قيادة الثورة السورية"، واحدا من أكبر المجالس ذات الصبغة العسكرية من حيث عدد الفصائل المنضوية تحته وحجمها.
ويقول مؤسسو المجلس، إنه يختلف عن بقية المجالس التي تم تشكيلها حتى الآن، من جهة وجوده على الأرض، والتمثيل الفعلي الذي يتمتع به في داخل سوريا.
وكانت فصائل
الجبهة الإسلامية شاركت في المجلس كل فصيل على حدة، وذلك لسهولة اتخاذ القرار، ويعتزم المجلس تشكيل جيش مركزي قوامه 6000 مقاتل كقوة هجومية تابعة له.