بدأت
الأمم المتحدة تحقيقا بشأن الانتهاكات بحق عمال مهاجرين في
الإمارات، في مشروع ثقافي تكلفته مليارات الدولارات، يتضمن المتحف البريطاني ومتحف غاغينهايم الأمريكي، وغيرها من المتاحف الغربية.
وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، تأتي هذه الحركة من منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، استجابة لتحذيرات اتحاد النقابات الدولي من أن المهاجرين يقومون بأعمال محلية وأعمال بناء "بوتيرة مثيرة للقلق، عالقين باستغلالات قد تصل لدرجة
العمالة الإجبارية".
"
هيومن رايتس ووتش" و"اتحاد النقابات الدولي"، قالا إن التحقيق يعني أن المؤسسات الغربية قد لا تستطيع أن تعتمد مستقبلا على التعهدات المحلية بأن آلاف العمال المهاجرين في أبو ظبي سيعاملون جيدا، وبخاصة أولئك الموظفين في جزيرة السعديات، حيث سيبنى مجمع متاحف ومنتجعات سياحية بتكلفة تصل إلى 27 مليون دولار.
وكشفت صحيفة الأبزيرفر، العام الماضي، أدلة تثبت أن شركة أبو ظبي للسياحة والتطوير ومتحف زايد الوطني المسؤولين عن المشروع فشلا في الحفاظ على سياساتهما التوظيفية، بحيث كانا يوظفان معدمين بأجور زهيدة، ويتم ترحيلهم إذا اعترضوا على الرواتب. وكان هؤلاء يوضعون في مخيمات أشبه بالأحياء الفقيرة.
وكان العمال الذين يبنون مبنى جامعة نيويورك في أبو ظبي، في صفقة أخرى مستقلة مع الحكومة الإماراتية، يعاملون بطريقة أسوأ.
وكشفت حملة قام بها فنانون باسم "عمال الخليج" عن انتهاكات مشابهة، يتوقع أن يدعمها تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش" سيصدر في كانون الثاني/ يناير القادم.
اعتراض اتحاد النقابات الدولي، الذي كشف عن انتهاكات السعديات، كشف أن الإمارات المتحدة المنضمة لمنظمة العمل الدولية "تخالف بشكل كبير التزاماتها القانونية" تحت معاهدة المنظمة للعمالة الإجبارية، التي أبرمت قبل أكثر من 30 عاما، مضيفا أن الدولة الخليجية "فشلت في الحفاظ على بنية قانونية كافية لحماية حقوق العمال" بما يتسق مع المعاهدة.
ووجه الاتحاد لومه لنظام الكفالة، الذي يتطلب من العمال أن تتم كفالتهم من أفراد، بحيث يستدين العمال الفقراء ما يصل إلى 2500 دولار من الكفيل، مع الحفاظ على جوازاتهم ورواتبهم أحيانا معه، لمنعهم من المغادرة.
وتستطيع المنظمة أن تعلق أحد الدول الأعضاء إذا رفضت حكمها، وإذا تم رفع الدعوى فإن ذلك سيكون محرجا للإمارات.
وكان الاتحاد قد بدأ تحقيقات عامي 2012 و2013 في قطر، التي تعمل بنظام الكفالة كذلك، في مخاوف على العمال الذين يبنون ملاعب كأس العالم لـ2022.
الأمين العام للاتحاد شران بورو قال إن "دول الخليج هذه، التي تعد من أغنى دول العالم، تبني اقتصاداتها على نظام الكفالة الذي يمكن اعتباره عمالة العصر الحديث، حيث يملكك موظف ولا يكون لك حق الانتقال من عمل لعمل، دون امتثال جدي لمواد منظمة العمل الدولية المختصة بحقوق العمال، ولا يحق لك المغادرة عندما يصبح العمل غير محتمل أو ظروف العمل منتهكة للكرامة. هذا يجب أن ينتهي".
هذا التحقيق يمثل تنبيها للمتاحف العالمية الثلاثة، وجامعة نيويورك، وذلك ما أكد عليه الباحث بشؤون الخليج في منظمة "هيومن رايتس ووتش" نيكولاس مكيجهان، بأن "هذا تحذير مستقبلي لجامعة نيويورك والمتاحف: البريطاني واللوفر وغانينهام، والآخرين الذين يريدون بدء عمل في بلد له سجل سيئ بحقوق العمال. هذا الأمر سيكون له تداعياته، كهذا التحقيق، بحيث سيكونون تحت المراقبة المشددة حتى تتم مراجعة الأمر، مع أدلة تثبت أنهم لا يفعلون ذلك".
الفنان البريطاني جاي مانسابوت، الذي يعمل مع منظمة "عمال الخليج"، قال إن المؤسسات الغربية يجب أن تحاسب لأنها "تستفيد، وهي تعلم، من انتهاكات القانون الدولي ومعاهدات العمال"، مضيفا أنه "على الأقل، يجب أن يكون هناك أمل بأن هذه المتاحف ستغرم بشكل يكافئ أجور التأسيس والانتقال التي علق بها العمال وانتهكوا بها خلال هذه العملية، حتى الآن".
من جهتها، قالت شركة أبو ظبي للسياحة والتطوير، بحسب ناطق باسمها، إنها "ستتعاون مع كل المؤسسات التي تسعى لتحقيق مصلحة العاملين"، في وقت قالت فيه ناطقة باسم المتحف البريطاني إنها زارت السعديات في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، مشيرة إلى أن "مصلحة العاملين مهمة، ونحن راضون عن العمل الذي قامت به شركة أبو ظبي للسياحة"، بينما أعلنت جامعة نيويورك أن المبنى اكتمل في نيسان/ أبريل، ولكنهم ظلوا حذرين بيما يختص بكل "الانتهاكات السابقة والمحتملة".