أفاد ناشطون أنه في الآونة الأخيرة انتشرت في كل من محافظتي
درعا والسويداء، جنوب سوريا، إشاعات حول نية تنظيم "
الدولة الإسلامية" التقدم والتمدد في هذه المنطقة، ما أدى إلى خلق جو من الترقب والحذر من قبل المدنيين الذين عانوا من جرائم النظام السوري.
وقال الناشط من درعا، أحمد الحوراني، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن "هذه الإشاعات يقوم بالترويج لها على شبكة الإنترنت عدد من مناصري تنظيم الدولة المعروف بقوة ماكينته الإعلامية"، مضيفا: "انتشرت هذه الإشاعات بكثرة بعد حدوث اشتباكات بين عناصر من تنظيم الدولة وجيش الإسلام في منطقة بئر القصب المتاخمة للحدود الشمالية لمحافظة درعا، والتي فيها تواجد بسيط من ناحية العدد والعتاد بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية".
إلا أن انتشار خبر وجود تنظيم الدولة بالقرب من درعا على نطاق واسع بعد حصول الاشتباكات ساهم بتصديق الإشاعة من قبل العديد من المواطنين حول نية التنظيم التقدم نحو درعا.
بدوره، تحدث أبو محمد، وهو قائد ميداني بأحد تشكيلات الجيش السوري الحر بدرعا، قائلا في حديث خاص لـ"عربي 21" إن الجيش السوري الحر في كل من درعا والقنيطرة، وحتى بعض أجزاء غوطة دمشق الغربية التي تتصل جغرافيا ببعضها تشكل الآن جسما واحدا. وبالرغم من كثرة المسميات، إلا أن وجود أي خطر مشترك سيحتم أيضا تحالف مشترك ضده.
وأشار أبو محمد إلى أن قوة تنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة بئر القصب صغيرة ومحدودة، ولا تبعث على القلق في الوقت الراهن، مؤكدا أن الجيش السوري الحر يراقب بدقة تحركات مقاتلي التنظيم هناك، وأن لديه العديد من الأساليب والوسائل المضادة تجاه أي "نوايا عدائية" للعناصر هنالك.
يذكر أن محافظة درعا في الجنوب السوري تعتبر مركز الثقل للجيش السوري الحر في سوريا، واستطاع الثوار فيها السيطرة على 75 في المئة من المحافظة. كما حقق الثوار تقدما في جبهات القنيطرة المجاورة، وكذلك تم فتح الطريق نحو بعض بلدات غوطة دمشق الغربية.
وفي حال وجود أي قدم لتنظيم الدولة في درعا فإنه سيغير من موازين القوى، وسيضطر
الجيش الحر على إثرها إلى ترك العديد من الجبهات الساخنة مع النظام لمواجهة التنظيم.