علقت صحيفة "الغارديان" على قرار
الأمم المتحدة التوقف عن تقديم الدعم الغذائي لـ 1.7 مليون سوري بسبب نقص المال.
وتقول الصحيفة إن القرار جاء وكأن الوضع ليس مرعبا بما فيه الكفاية، فهناك أكثر من 200.000 شخص قتلوا وتم اقتلاع نصف سكان
سوريا في الحرب الأهلية، وأضيف عنصر جديد للمأساة السورية وهو "قرار بعض منظمات الإغاثة الدولية تخفيض الدعم الإغاثي ليصبح بالقطارة".
وتضيف "في قرار يثير المخاوف، قرر برنامج الغذاء العالمي وقف المساعدة في المنطقة بسبب نقص التمويل، ويحتاج صندوق الغذاء العالمي لـ 60 مليون دولار لتوفير كوبونات الطعام لـ 1.7 مليون لاجئ سوري في شهر كانون الأول/ ديسمبر. والسبب هو ما أسمته التعب الذي أصاب الدول المانحة. ولا بد لنا من تخيل الأثر الصادم على اللاجئين بسبب توقف توزيع الطعام على العدد الكبير من مخيمات اللاجئين والملاجئ التي هرب إليها السوريون. ويعيش أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري موزعين على دول مثل تركيا والأردن ولبنان".
ويجد التقرير أن "الحرب الأهلية التي تدور طاحونتها منذ ثلاثة أعوام كشفت عن عقم المجتمع الدولي في حل مأساة متعددة الوجوه. فقد بدأت الحرب عندما استخدم النظام السوري السلاح ضد شعبه في محاولة لسحق انتفاضة شعبية. ولم يتورع
الأسد عن استخدام كل أنواع الرعب، من استخدام غاز السارين إلى القنابل المتفجرة التي قصف بها المدن إلى القتل داخل الزنازين وغرف التعذيب، وكان التشدد الذي طبع طرفي النزاع هو السبب".
وترى الصحيفة أنه "والآن وقد أخذ قتال تنظيم الدولة الإسلامية أولوية تسبق أي خطوة تتعلق بالأسد، الديكتاتور السوري، فقد نجحت هذه الحرب بتصويره حليف
الغرب التكتيكي في قتال الجهاديين. ومن هنا فخطط ترتيب عملية (انتقال سياسي) في دمشق لا تبدو إلا مجرد شعارات فارغة تستخدمها الإدارة الأميركية التي أظهرت ترددا كبيرا حيال سوريا".
ويذهب التقرير إلى أنه "لا أحد يريد ويرغب بالتعامل مع جذر المشكلة، أي نظام الأسد، والآن يبدو أننا لم نعد نتعامل مع أعراض المشكلة".
وتخلص الصحيفة إلى أن الطعام هو مساعدة ضرورية. وعلى حكومات الدول الغنية، بدءا من دول الخليج تقديم الدعم للأمم المتحدة؛ حتى تتمكن من شراء الطعام اللازم لإطعام الجياع السوريين. وفي النهاية فاستقرار الدول التي تستضيف اللاجئين هو على المحك.