12 انتهاكا بحق صحفيين مصريين بعد تبرئة مبارك

رصدت "مؤسسة حرية الفكر والتعبير" في مصر 12 حالة من الانتهاكات بحق الصحفيين والمصورين المصريين من قبل قوات الأمن خلال يومين فقط من تغطيتهم للتظاهرات السلمية التي انطلقت عقب الحكم ببراءة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ونجليه، وأركان نظامه الأمنيين.
 
وقالت المؤسسة في بيان لها الثلاثاء إنها رصدت من خلال متابعتها للتظاهرات التي انطلقت احتجاجا على حكم براءة مبارك، 12 حالة انتهاك وقعت للصحفيين والمصورين، من قبل قوات الأمن، أثناء تغطيتهم الصحفية لإجراءات فض التظاهرات على مدار يومي السبت والأحد 29 و30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
 
وأكدت المؤسسة أن هذه الحالات هي ما تمكّنَ باحثو برنامج حرية الإعلام فيها من رصده مما حدث من انتهاكات ضد الصحفيين خلال اليومين.
 
وقالت المؤسسة في بيانها إنه بعد أن أصدرت محكمة جنايات شمال القاهرة حكمها ببراءة رموز مبارك، انطلقت مظاهرة سلمية في ميدان عبد المنعم رياض احتجاجا على الحكم، ووقعت على إثرها اشتباكات بين قوات الأمن وعدد من المشاركين في المظاهرة، نتيجة محاولة قوات الأمن فض المظاهرة باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيّل للدموع وطلقات الخرطوش.
 
وأضافت أنه ترتب على هذه الاشتباكات إصابة عبد الرحمن سليم، محرر جريدة الفجر، بطلق خرطوش في قدمه اليسرى، أثناء تغطتيه للمظاهرة من أعلى كوبري 6 أكتوبر، بعد محاولة قوات الأمن فض المظاهرة، وقد نجح سليم في استخراج طلق الخرطوش بعد إسعافه من قبل أحد قاطني ميدان التحرير مساء السبت، طبقا لشهادته لمؤسسة حرية الفكر والتعبير.
 
وأوضحت أنه تم الاعتداء أيضا بالضرب على محمد صلاح، مصور جريدة الفجر، بالقرب من تمثال عبد المنعم رياض، وكسر عدسة كاميرته، ومسح ما قام بتصويره؛ بناء على طلب من أحد الضباط المتواجدين في الميدان.
 
ومن الجريدة نفسها تعرض المحرر عمر عبد الرحمن للاعتداء بالسباب من قبل أحد قيادات الأمن في ميدان التحرير.
 
كما تم الاعتداء على محمود أشرف العيسوي، مصور جريدة فيتو، بجانب نقابة الصحفيين من قبل أحد الضباط وأمناء الشرطة أثناء ابتعاده، بعد وقوع الاشتباكات نتيجة فض المظاهرة.
 
وطبقًا لشهادات المصورين: كريم عبد العزيز ومصطفى يحيى من جريدة "اليوم السابع"، تعرّض المصور مصطفى السيد لشرخ في ذراعه نتيجة إصابته بإحدى قنابل الغاز المسيّل للدموع، التي أطلقت بالقرب منه، وعند سقوطه على الأرض إثر الإصابة، تم القبض عليه وترحيله لقسم شرطة عابدين، حيث احتجز لعدة ساعات قبل إطلاق سراحه بعد الاستيلاء على هاتفه المحمول.
 
وكذلك اُحتجز محمد نور، مراسل "البوابة نيوز"، داخل إحدى المدرعات في ميدان عبد المنعم رياض، وبعدها تم ترحيله لقسم شرطة عابدين، حيث تم احتجازه لبضع ساعات قبل إطلاق سراحه.
 
وبجانب محمد نور تم القبض على محمد الجبالي، مراسل موقع دوت مصر، من ميدان عبد المنعم رياض، ثم تم إطلاق سراحه.
 
وخلال تمشيط قوات الأمن للمناطق المحيطة بميدان التحرير وعبد المنعم رياض، قامت بالقبض على مُحب عماد، مراسل موقع مصر العربية، من مقهى بالقرب من شارع صبري أبو علم في منطقة وسط البلد.
 
وقال عماد إنه تم القبض عليه عشوائيا مع من تم الاشتباه بهم في المشاركة في المظاهرة، ومن ثم الاعتداء عليه بالضرب مرات عدة من قبل بعض أفراد القوات الخاصة، بالرغم من تعريف نفسه صحفيا، وبعدها تم اقتياده لإحدى مدرعات الأمن المركزي، حيث تم استكمال ضربه داخلها، وأخذه إلى عبد المنعم رياض لضمه لبقية المتظاهرين الذين تم ترحيلهم لقسم شرطة عابدين، حيث تم ضربهم واحتجازهم لبعض الوقت، ومن ثم إطلاق سراحه.
 
وفي أثناء محاولات الفض، تم الاعتداء بالضرب على أحمد حسني، محرر جريدة "اليوم السابع"، كما تم ضرب عُمر إسماعيل، مراسل جريدة الوفد، من قبل مجموعة من الجنود، بعدما تلقوا أمرا من أحد الضباط بضرب المصورين المتواجدين، بالرغم من استئذانهم قيادات الأمن للسماح لهم بالتصوير، والتزامهم بالوقوف وراء أحد الأسوار الحديدية بناء على طلبهم.
 
وأشار إلى أنه تم الاعتداء على محمد كمال وحازم عبد الحميد، المصورين بجريدة المصري اليوم، من قبل جنود شرطة في أثناء تصويرهم للأحداث في ميدان عبد المنعم رياض من أعلى كوبري 6 أكتوبر.
 
وقال عبد الحميد إنه تم ضربه وكمال -كل على حدة- من قبل ثلاثة جنود من قوات الأمن، وعندما أعلن المصوران أنهما من الصحافة، قيل لهما إن ذلك لا يعطيهما الحق في التصوير.
 
وبعدها تم أخذهما لسيارة الشرطة (البوكس)، وهناك اعتدى أحد الضباط الملثمين على كمال بالضرب على وجهه، ما تسبب بإصابة في عينه، وثم تم إطلاق سراحهما بعد طلباتهما المتكررة لفحص هويتهما الصحفية.
 
وأدانت المؤسسة استمرار وقوع مثل هذه الانتهاكات السافرة بحق الصحفيين، التي تنوعت ما بين الاحتجاز والاعتداء البدني على الصحفيين، وإهانتهم وتوجيه السباب إليهم، وتكسير معداتهم من قبل قوات الأمن، ما يؤكد وجود ممارسات ممنهجة بحق الصحفيين والمصورين، تعتبر مهنتهم خطرا يجب التصدي له من قبل الأمن، وهو ما يبرر منعهم من أداء مهامهم وانتهاك سلامتهم الجسدية وحقهم في نقل الحقيقة، بحسب المؤسسة.
 
وأكدت أن هذه الانتهاكات المتكررة بحق الصحفيين تأتي في سياق تبني الدولة -في الآونة الأخيرة- لخطاب عام وسياسات تهدد وتحد من حرية الصحافة واستقلالها، وتخرق التزامات السلطات المصرية -خاصة قوات الأمن- بحماية الصحفيين،  وتأمينهم أثناء تأدية عملهم.
 
وكان برنامج "حرية الإعلام" في المؤسسة أصدر تقريرا بعنوان "أوضاع الصحفيين والمراسلين الأجانب في مصر في الفترة من 25 يناير 2011 حتى أكتوبر 2014، سرد فيه عددا من وقائع الانتهاكات على الصحفيين والمراسلين الأجانب خلال السنوات الثلاث الماضية، بلغ عددها 184 انتهاكا، وتتوزع بين اعتداءات بدنية وجنسية، وحوادث قتل، ومصادرة لمعدات صحفية ومتعلقات شخصية بالصحفيين، ومداهمة مقار سكن الصحفيين، ومنعهم من أداء عملهم.
 
وطالب التقرير باتخاذ خطوات جدية نحو تفعيل تعهدات الحكومة المصرية بحماية حق الصحفيين في الحصول على المعلومات ونشرها، وتسهيل مهام عملهم من خلال تسهيل إجراءات حصولهم على تصاريح العمل، ورفع القيود على إمكان وصولهم للمعلومة ونشرها.
 
 وكان عشرات النشطاء تظاهروا الثلاثاء أمام مقر نقابة الصحفيين، اعتراضا على حكم براءة مبارك في قضية قتل المتظاهرين.