تقدم عشرات الشبان السوريين من قرية "كفراع" بريف
حماة الشمالي، الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بطلبات لفرع
المخابرات الجوية في حماة للانضمام إلى الفرع، وذلك بعد تخلفهم ورفضهم الالتحاق بالخدمة العسكرية في الجيش، خوفاً من الزج بهم في المعارك على الجبهات الساخنة. ولكن رغم التطمينات والوعود من الفرع، وجد الشبان أنفسهم على خط جبهة المعارك الدائرة في حقل الشاعر النفطي بين التنظيم وقوات النظام.
وقال المتحدث باسم المؤسسة الإعلامية في مدينة حماة "أنس الحموي"، في حديث خاص لـ"عربي21"،: "التحق 80 شابا من قرية "كفرع" بريف حماة الشمالي بالمخابرات الجوية، ممن تخلفوا عن الالتحاق في الجيش النظامي، أو من الرافضين للالتحاق ضمن صفوف الاحتياط، ليتم تدريبهم وتسليمهم أسلحة ومعدات عسكرية لتشكيل ميلشيات "للدفاع الوطني" من قبل المخابرات الجوية".
وأشار الحموي إلى أن إدارة المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري قبلت طلبات التطوع لديها، وتم تكليف رئيس فرع المخابرات الجوية "خالد الحميدي" الملقب "أبو طنوس" باستلام دفاتر
الخدمة الإلزامية من المتطوعين لدى الفرع، وفعلا نجحت المخابرات الجوية باستلام كافة دفاتر الخدمة.
وأضاف المصدر، أنه بعد استلام دفاتر الخدمة، قدمت المخابرات الجوية ضمانات كلامية للمتطوعين الجدد لديها بتقديم الأسلحة والذخائر لهم بعد تدريبهم لأيام فقط. لكن بعد يومين فقط دخلت عدة مركبات عسكرية إلى المخابرات الجوية قادمة من مطار حماة العسكري، وطالبوا الشبان بالصعود إليها بحجة تسليمهم للأسلحة من مطار حماة العسكري.
إلا أن نحو 40 شابا من المتطوعين لدى المخابرات الجوية لاذوا بالفرار من المركبات التي تنقلهم بعد لحظات من خروجهم من المكان، في حين تم إرسال الأربعين شابا الآخرين إلى مطار حماة العسكري، ومن ثم إلى حقل الشاعر النفطي في ريف حمص لمواجهة تنظيم "
الدولة الإسلامية"، دون أي تدريب على استخدام السلاح، لتنقطع أخبارهم بعد ذلك.
من جهتها، أرسل النظام تهديدات فورية للفارين من الالتحاق بمطار حماة العسكري لتسليم أنفسهم، وهددهم بأنه في حال رفضوا أوامر المخابرات الجوية ستتم مداهمة القرية التي ينحدرون منها للبحث عنهم واعتقالهم، في حين طلب الفارون من الخدمة تشكيل لجان شعبية داخل قراهم، رافضين الخروج منها، حسبما نقله المتحدث الإعلامي" لـ"عربي21".
وكان شبان من قريتي معر شحور وجبرين بريف حماة الشمالي قد تعرضوا لذات السيناريو من قبل المخابرات الجوية، حيث أرسلت قوات النظام 150 شابا من هذه القرى إلى مطار حماة العسكري، ومنه إلى حقل الشاعر لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" دون تدريبهم، أو تسليحهم كـ"لجان شعبية" في قراهم.
من جانب آخر، أشار المصدر إلى تزايد حالات اعتقال الشبان والرجال أياً كانت أعمارهم على الحواجز العسكرية بحجة الاحتياط أو التخلف عن الخدمة الإلزامية، ليتم الزج بهم مباشرة في المعارك الدائرة أمام تنظيم "الدولة الإسلامية".
بدورها، أكدت المؤسسة الإعلامية في مدينة حماة أن النظام السوري أرسل في وقت سابق أكثر من 70 ألف طلب، من خلال "المخاتير" المتواجدين في كل حي من الأحياء والمناطق الحموية، لتسليم الشبان من 18 عاما إلى 40، بغية سوقهم إلى جبهات القتال ضمن صفوف قوات الأسد.
وأضاف "الحموي" في حديثه لـ"عربي21" أن حواجز النظام المنتشرة في المدن والأحياء الحموية أقدمت على اعتقال عشرات من أبناء الطائفة المسيحية فيها، والهدف ليس سوقهم إلى خدمة الاحتياط كما تدعي أجهزة النظام ولجانه، "بل الحقيقة تكمن في ابتزازهم، ومطالبتهم بمبالغ مالية أكبر من المبالغ المطلوبة من أبناء الطوائف الأخرى، كما تعمدت اللجان الشعبية إهانة عدد من الشباب المسيحي
وضربهم قبل طلب الأموال، كأسلوب ترهيبي قبيل طلب "الفدية" لتركه دون اعتقال".