بأسلوب ورؤية جديدة، مُختلفة عما درج المُشاهد على متابعته في السينما
المصرية، قدم المُخرج
المصري "مروان حامد"
فيلمه "
الفيل الأزرق" في حبكة تخلط بين الواقعية والخيال، وتغوص بشكل عميق في دواخل النفوس، مستكشفة أعراض أمراض نفسية، ضحيتها أطباء يُعول عليهم مستشفى الأمراض النفسية، لعلاج مرضاه.
فيلم "الفيل الأزرق" المُقتبس من رواية تحمل ذات العنوان للمؤلف المصري الشاب "أحمد مراد" والتي حازت على اهتمام عربي واسع، يُعد أول مُشاركة مصرية في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش المغربية حيث يتنافس إلى جانب 14 عملا سينمائيا آخر على السعفة الذهبية للمهرجان.
ويروي "الفيل الأزرق" تفاصيل لغز غامض سينخرط طبيب نفسي شاب في حله للكشف عن أسباب ارتكاب مريض له لجريمة مروعة، ولن تتكشف أمامه الحقائق إلا بفضل حبوب هلوسة تدعى "الفيل الأزرق" ستدخله إلى عوالم السحر والشعوذة.
فبعد فقدانه لزوجته وابنته الصغيرة بسبب حادث سير تسبب فيه، يعيش "يحيى" الطبيب النفسي الشاب على وقع إحساس مؤلم بالذنب، ويحوُطُ نفسه بعزلة امتدت لخمس سنوات، خرجت خلالها حياته عن سياقها الطبيعي، مستسلما للإدمان والاكتئاب والوحدة.
بجهد مضن سيحاول "يحيى" استئناف حياته المُتوقفة، بعد تلقيه إنذارا بالطرد، إذا لم يلحق بشكل عاجل بعمله، حينها سيتم نقله إلى قسم "8 غرب" بمستشفى العباسية للصحة النفسية، حيث يتم معاينة الحالة العقلية لمرتكبي الجرائم قبل إصدار أحكام نهائية في قضاياهم، على أمل تخفيفها بسبب اضطرابهم العقلي أو النفسي.
وعلى غير المُتوقع، سيصدم "يحيى" بإحالة صديقه القديم "شريف" عليه بعد أن فقد الاتصال به لأزيد من عشر سنوات، لمتابعة حالته الصحية، بسبب توجس من إصابته بمرض "انفصام الشخصية" الذي قاده لقتل زوجته الحامل والتمثيل بجثتها بشكل وحشي.
يبدأ يحيى بمساعدة لبنى "أخت شريف" في البحث عن الأسباب التي قادت صديقه القديم لارتكاب هذه الجريمة الغريبة، ويستعين الطبيب الشاب بحبوب هلوسة تدعى "الفيل الأزرق" تعود به إلى أزمة قديمة ارتكبت فيه ذات الجريمة بسبب شيطان يتقمص جسد الإنسان بفعل طلسم يُكتب على جلده على شكل وشم.
وحينها سيبدأ الطبيب النفسي في سبر عوالم الشعوذة والسحر، ستكشف أمامه خيوط لغة مرض صديقه ودوافعه لارتكاب الجريمة المروعة، بعد أن استوطن جسده جني شرير يدعى نائل.
سعيه لمُساعدة صديقه، ودخوله إلى هذا العالم المجهول، سيُغير مسار حياة "يحيى" لتُساوره الشكوك حول إصابته هو نفسه بمرض "انفصام الشخصية" وينطق في اكتشاف دواخل نفسه، والمُصالحة معها بعد سنوات من الغربة الذاتية والعزلة القاتلة.
الممثلان المصريان "كريم عبد العزيز" الذي جسد دور "يحيى" الطبيب النفسي، و"خالد الصاوي" الذي أدى دور المريض "شريف'' كشفا بحسب متتبعي الفيلم على هامش
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عن جدارة عالية في تقمص الشخصيتين الرئيسيتين للفيلم، ومهارة في عكس اضطراباتهما النفسي والتعبير عن تناقضاتهما.
وفي حديث للأناضول قال الممثل خالد الصاوي، أن أداءه لدور مركب (دور شريف)، جمع فيه بين شخصية شيطانية وأخرى مريضة، تجربة جديدة بالنسبة له.
بدوره أشار الممثل المصري عبد الكريم عبد العزيز، في حديث للأناضول، أنها المرة الأولى التي يقوم فيها بتجسيد شخصية مُختلفة عن باقي أدواره السابقة، وأنها كانت تجربة مفيدة استغرق خلالها ثلاثة شهور لفهم عمل الطبيب النفسي قبل البدء في التصوير.
من جانبه عبر المُخرج المصري مروان حامد عن سعادته لدخول الفيلم، المُسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وقدرته على جلب اهتمام الجمهور والنقاد، وتقديم نافذة جديدة للعالم على السينما المصرية.
يشار إلى أن المخرج المصري الشاب مروان حامد بدأ مشواره السينمائي بإخراج فيلمه القصير "لي لي"، قبل أن ينطلق في مسيرة الاحتراف من خلال إخراج فيلمه "عمارة يعقوبيان" عام 2006 المُقتبس أيضا من رواية تحمل ذات العنوان للروائي المصري علاء الأسواني.
وانطلقت مساء الجمعة فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش المتواصلة حتى 13 من كانون أول/ ديسمبر، حيث سيتنافس 15 فيلما روائيا طويلا على "السعفة الذهبية" للمهرجان (الجائزة الكبرى).