قالت نخب
إسرائيلية إن إسرائيل تحرص على توجيه الإهانات للسلطة الفلسطينية وتعكف على التحقير من شأن رئيسها محمود
عباس بشكل مستهجن.
وقال معلق إسرائيلي بارز أن وزير الحرب موشيه يعلون بصق على عباس وأهان الشعب الفلسطيني عندما صرح الجمعة الماضي أن التعاون الأمني بين
السلطة وإسرائيل يخدم في الأساس السلطة أكثر من إسرائيل.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" على موقعها صباح الأربعاء تساءل المعلق عوزي بنزيمان: "كيف يحدث أن يقدم يعلون على البصق في وجه عباس تحديداً بعد أقل من 24 ساعة من مقتل الوزير زياد أبو عين،وأن يجرؤ على القول إن تهديدات السلطة الفلسطينية تهديدات فارغة".
وشدد بنزيمان، الذي يرأس تحرير مجلة "العين السابعة" المختصة بمتابعة وسائل الإعلام الإسرائيلية، على أن يعلون يتعامل من منطلقات عنصرية تجاه العرب وضمنهم عباس والسلطة الفلسطينية.
وأوضح بنزيمان أن يعلون، شأنه في ذلك شأن جميع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الذين "ينظرون بدونية للشعب الفلسطيني، بحيث أنهم يرون أنه لا يجوز إيلاء مشاعر الفلسطينيين العرب أي اهتمام واعتبار".
وشدد بنزيمان على أنه حسب منطلقات القادة الأمنيين الصهاينة، فبالإمكان إهانة العربي وتحقيره علانية وبدون أية مواربة والمس باحترامه، دون الخوف من تعرض إسرائيل لأي خطر.
وأوضح بنزيمان أن ما يشجع القادة الإسرائيليين على إهانة قيادة السلطة على هذا النحو حقيقة أنهم يدركون البون الشاسع في موازين القوى بين الجانبين، مما يعني أن قيادة السلطة ستسلم بكل ما تقوم به إسرائيل من إجراءات وما توجهه من إهانات.
وختم بنزيمان مقاله قائلاً: "جنرالاتنا دائماً ما يكشفون عن استسهال لاستخدام القوة في مواجهة الفلسطينيين"، مشدداً على أن هذه النظرة تعكس في الواقع خطورة آراء الجنرالات هذه على دوائر صنع القرار في إسرائيل.
وفي ذات السياق، قال الجنرال شاؤول أرئيلي، الذي قاد قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة قبل عقد من الزمان إن إسرائيل حولت عباس إلى "سمرتوت" (ممسحة بالعبرية) أمام شعبه من خلال التعاطي مع السلطة باستكبار واستخفاف، محذراً من أنه سيتبين إن إسرائيل ستكون أكبر الخاسرين مما يجري الآن.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة "راديو الجنوب" صباح اليوم، انتقد أرئيلي سلوك إسرائيل تجاه عباس، مشيراً إلى أن إسرائيل معنية بأن يتحول عباس أمام شعبه إلى نسخة من أنطوان
لحد، قائد جيش لبنان الجنوبي، الذي كان عميلاً لجيش الاحتلال في جنوب لبنان.
وأوضح أن السلوك الإسرائيلي تجاه عباس سيفضي إلى نتائج عكسية، محذراً من أن هذه السياسة ستقلص من عمر السلطة وستدفع لقيادة الشعب الفلسطيني قيادات أكثر تطرفاً وأشد تصميماً على محاربة إسرائيل.
وتساءل أرئيلي: "ماذا نريد بالضبط، نقوم بالاستيطان والتهويد ونعلن مسبقاً أننا لن نتنازل عن أي شيء، ومع ذلك يصر عباس على التزامه بالتنسيق الأمني معنا، لن يقود الفلسطينيين شخصية مريحة لنا كما هو الحال مع عباس".