يدور حديث يومي مؤخراً بين سكان
الغوطة الشرقية الذين يزيد عددهم عن 800 ألف نسمة عن
هدنة محتملة، يتوسط لعقدها عدد من وجهاء الغوطة مع بعض المسؤولين في النظام.
وشكك الدكتور غزوان الحكيم المقيم في الغوطة والمقرب من جيش الإسلام، أكبر الفصائل العاملة هناك، بنية النظام عقد هدنة، وقال إنه تواصل مع كل الجهات المدنية والعسكرية في الغوطة ولم تؤكد أي جهة عرض النظام لهدنة.
لكن الحكيم بين في حديث لـ"عربي21"، أن هناك عدداً من أهالي الغوطة ربما يحركهم النظام ليطالبوا بالهدنة ويشيعوا بأن النظام طرح هدنة.
واستدرك الحكيم: "إذا كان الطرح هو وقف القصف على الغوطة مقابل التعهد بعدم الهجوم على العاصمة فسيكون هنالك قبول لهدنة، إما إذا طلب تسليم السلاح ووضع حواجز ودخول قوات النظام إلى الغوطة فسيكون الرفض قطعياً".
وعن رأي قادة جيش الإسلام، أوضح الحكيم أنه سأل زهران علوش القائد العام لجيش الإسلام عن رأيه فأجابه: ليس من مصلحة النظام عقد أي هدنة حالياً في الغوطة.
وأشار الناشط حسان تقي الدين إلى أن النظام طلب وفي مرات عدة التفاوض على هدنة، لكن هناك تخوف كبير بين صفوف الأهالي لعدم ثقتهم بالنظام، خصوصاً بعد غدره في مرات سابقة، وأضاف أن الأهالي منقسمون حيال الهدنة، فمنهم من يرى أنها خيانة لدماء الشهداء وتوقيع لوثيقة استسلام للنظام، وإنهاء للثورة في الغوطة، ومنهم من يراها حقناً للمزيد من الدماء وإدخال الطعام والشراب والدواء وعودة بعض الخدمات.
وتوقع حسان رفض الفصائل العسكرية كافة الهدنة، لنصها على بنود تقضي بتسليم السلاح وتسليم المطلوبين وإقامة الحواجز في الغوطة.
وتعاني الغوطة الشرقية من
حصار مطبق، وشح في المواد الغذائية والطبية، وافتقار للماء والكهرباء، كما سجلت عدة وفيات بسبب البرد الجوع.
وتعتبر الغوطة الشرقية أحد أهم معاقل الثورة السورية، ومن أوائل المناطق التي انتفضت ضد نظام بشار الأسد، كما لموقعها أهمية استراتيجية كبيرة بسبب محاذاتها للعاصمة دمشق وتطويقها من الناحية الشرقية، وقد استمات النظام لتركيع الغوطة الشرقية، واستخدم لذلك الوسائل العسكرية كافة، والحصار الخانق.