قال المشاركون في مؤتمر سنة
العراق الذي عقد في مدينة أربيل الكردية، وبحضور ممثل عن رئاسة إقليم كردستان، إن الحل الأمثل لسكان المحافظات العراقية، هو بسحب الميليشيات الطائفية، والإسراع إلى تشكيل قوات
الحرس الوطني.
وأكد المشاركون أهمية تشكيل قوات "الحرس الوطني"، التي تتولى الملف الأمني في المحافظات، فيما دعوا الحكومة العراقية المركزية إلى ضرورة التصدي للميليشيات الطائفية، والتعامل معها كما الحال مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال نائب رئيس الجمهورية، أسامة النجيفي، في كلمته الافتتاحة إن قوات الحرس الوطني مؤلفة من المكونات كلها التي تسكن هذه المحافظة، ولن تكون جيشاً يمثّل ديناً أو قومية أو طائفة معينة.
ورفض النجيفي "القبول بالخداع، والاستغلال، والتنصل، مرة أخرى"، مشيراً إلى أن المحافظات السنية ليس أمامها بعد الآن سوى التوحد.
كما أنه جدد تأكيده ضرورة التعامل مع حق تشكيل الإقاليم، كموضوع دستوري وقانوني، وبعيد عن الاتهامات المسبقة.
وحضر مؤتمر سنة العراق الذي عقد في مدينة أربيل، رئيس ديوان الرئاسة في إقليم كردستان، فؤاد حسين، وضم أكثر من 1000 شخصية سنية من القوى السياسية والعشائرية والدينية، وشهد حضور أغلب البرلمانيين السنة، فضلاً عن شخصيات مغتربة.
ووافق النائب في البرلمان العراقي، أحمد المساري، ما ذهب إليه النجيفي حول أهمية سحب الميليشيات الطائفية، والإسراع إلى تشكيل قوات الحرس الوطني، التي وصفها بأنها الأقدر على حماية المناطق.
وطالب المساري في حديثه لـ"عربي 21" الحكومة، بالتصدي للميليشيات الطائفية التي تمثل الوجه الآخر للإرهاب، مبيناً أن ممارسات هذه الميليشيات وجرائمها في مناطق حزام بغداد، وشمال بابل، لا تخفى على أحد، وأن معاناة سكان تلك المناطق لاتقل عن معاناة المحافظات الواقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".
مطالب المحافظات السنية
ونوّه المساري إلى أن المحافظات السنية لا تطالب بامتيازات، وإنما تريد فقط حقوقها المنصوص عليها دستورياً وقانونياً، لافتاً إلى أن أبرز مطالب هذه المحافظات إصدار قانون العفو وإطلاق المعتقلين، وتشكيل الحرس الوطني، وإلغاء قانون المساءلة والعدالة، وتشريع قانون خاص بالنازحين.
بدوره، دعا الشيخ علوان المجمعي، وهو زعيم عشائري من ديالى، المرجعيات الدينية إلى إدانة الأفعال الإجرامية التي ترتكبها الميليشيات الشيعية في محافظة ديالى، منوهاً إلى أن هذه الميليشيات تقوم اليوم بكل أنواع النهب والقتل والتغيير الديموغرافي.
وتابع بأن "جميع هذه الأفعال تتم تحت ستار مساندة الجيش في محاربة الإرهاب".
وقال المجمعي لـ"عربي21" إن "الجميع يدين الأفعال الإجرامية لتنظيم داعش، ولكن للأسف ليس الكل يتحدث عن جرائم وانتهاكات الميليشيات الطائفية اليومية، التي تستهدف المناطق السنية،" مضيفاً أنهم "باتوا يفتخرون بقتل أبنائنا وتعذيبهم بشتى الوسائل والطرق".
وعلّق المحلل السياسي، عدنان الحاج، في حديث لـ"عربي21" أن انعقاد مؤتمر سنة العراق هو مناسبة لتجميع الصفوف، والخروج بموقف موحّد من الملفات والقضايا العالقة جميعها، وفي مقدمتها مشكلة النازحين.
ورأى أن المؤتمر فرصة لتشكيل قوات الحرس الوطني، مستغرباً من حالة التوجس والحساسية، التي اعترت قوى شيعية بسبب انعقاد هذا المؤتمر.
وقال الحاج إن الذين حضروا المؤتمر هم أبرز ممثلي القوى والتيارات السنية، التي بدت مجتمعة إلى حد كبير على ضرورة تشكيل قوات الدفاع عن المناطق والمحافظات "الحرس الوطني".