ملفات وتقارير

ملك المغرب يعلق أنشطة وزير الرياضة تمهيدا لإقالته

وزارة الرياضة المغربية دفعت 22 مليار درهم لإعادة صيانة الملعب ـ أرشيفية
أعطى العاهل المغربي محمد السادس، مساء الجمعة، تعليماته لرئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، لتعليق أنشطة وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، المرتبطة بالتظاهرة الرياضية الدولية المهمة الموندياليتوا"، كما مُنع الوزير استناداً للتعليمات نفسها حسب بلاغ رسمي من حضوره في المباراة النهائية، في انتظار نتائج التحقيق الثاني. وهي معطيات حسب أحد الخبراء للموقع تعد تمهيدية لإقالة وزير الرياضة من منصبه.
 
القرار الملكي والحكومي، جاء على خلفية البرك المائية التي هزت ملعب الأمير مولاي عبد الله الأسبوع الماضي في إطار نهائيات كأس العالم للأندية الذي يحتضنه المغرب، خاصة في المباراة التي جمعت بين فريقي "كروز أزول" المكسيكي و"ويسترن سيدنى" الأسترالي، وهي "الفضيحة" حسب الشارع المغربي التي أصبحت بإخراج عالمي بالنظر لكون 60 قناة دولية كانت تنقل المباراة على الهواء مباشرة.
 
القرار أعلاه، جاء بعدما تم الانتهاء من تحقيق أولي في الموضوع أكدت مصادر أنه انتهى أمس، غير أن الملك محمد السادس وفقاً للبلاغ ذاته، أعطى أيضاً تعليماته لرئيس الحكومة لفتح تحقيق معمق وشامل لتحديد المسؤوليات عن هذه الاختلالات.
 
 ابن كيران رئيس الحكومة قال في افتتاح المجلس الحكومي أمس الخميس، إن "ما وقع بهذا الملعب ليس كارثة وطنية"، موضحاً أن ما جرى هو إشكال محرج وأنه تم فتح تحقيق بخصوصه، وأن الأمور ستأخذ طريقها إلى النهاية.
 
ضمن هذا الإطار قال عبد اللطيف الناصيري الخبير في مجال السياسة الرياضية في تصريح لـ "عربي21"، إن الخطوة الملكية قد تكون تمهيداً لإقالة الوزير محمد أوزين، مشيراً إلى "التغيب غير المبرر" لوزير الرياضة عن جلسة المساءلة البرلمانية، الثلاثاء الماضي، بالإضافة إلى اللقاء المستعجل الذي عقده رئيس الحكومة مع وزيره في الشباب والرياضة قبل يومين لمدة ربع ساعة.
المدرب الرياضي المسؤول عن عدة فرق قال "إن ما حصل في الملعب فضيحة إن لم تعالجها الحكومة المغربية بالشكل المطلوب، بما يصحح الصورة السيئة التي روجت حول المغرب عبر الإعلام الدولي"، وأضاف الناصيري أن "هناك مسؤولية مباشرة للوزارة، وإن النتائج الأولية للتحقيق الذي أغلق، تفيد أن هناك تلاعبات كبيرة في الصفقات وأن مسؤولين كبار ضالعون فيها".
 
ضمن تطورات هذا الملف ينتظر أن تحل لجنة برلمانية الأربعاء القادم بالمجمع الرياضي "الأمير مولاي عبد الله" للوقوف عند آثار "الفضيحة"، كما سيكون البرلمانيون على موعد مع وزير الرياضة لمساءلته حول الموضوع نفسه تحت قبة البرلمان.
 
يشار إلى أنه لا حديث للشارع كما الإعلام المغربي منذ أيام غير "فضيحة" ملعب "الأمير مولاي عبد الله"، والوسائل البدائية التي استخدمت في تجفيف البرك التي أثرت بشكل كبير على اللاعبين، مما حوّلهم إلى "إوز وبط في برك مائية للسباحة" كما وصف ذلك العشرات.
 
ومنذ أيام في المغرب، لا مطالب للعديد من المغاربة والإعلاميين وأهل الرياضة كما السياسة، غير إقالة المسؤول السياسي المباشر عن  الوزارة، وأيضاً معاقبة مختلف المتدخلين في صفقة إعادة صيانة الملعب التي كلفت 22 مليار درهم، وقد عمد وزير الرياضة قبل أيام إلى إيقاف مسؤولين كبار بوزارته منهم الكاتب العام ومدير الرياضات، غير أن كل ذلك لم يشفع له حسب أكثر من معلق.