يذهب الكاتب الإسرائيلي اليساري يوسي بيلين، إلى أن
السعودية تقف وراء تخفيض
أسعار النفط، من أجل تحويل استخراج النفط الأمريكي إلى أمر غير مجدٍ، على حد تعبيره.
ويتساءل بيلين في مقاله المنشور في صحيفة "إسرائيل اليوم" الثلاثاء، عما إذا كان ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ابن التسعين عاما، قد قرر تحريك العالم وإعادة تنظيمه، وهو الرجل المريض الذي لا يكاد يقوى على العمل ويقضي معظم وقته في العلاج.
لكنه يتساءل أيضا عما إذا كان هناك شخص آخر في هذه المملكة التي تعيش في العصور الوسطى، يقوم بهذه المناورات ويحاول إعادة
ترتيب المنطقة، ويبادر ويخطط من جديد للشرق الأوسط.
يرى الكاتب أن كل ما يظهر هو أن هناك آلاف الأمراء الذين يعيشون حروبا بينهم، ولا يملكون أن ينقلوا السلطة من أبناء سعود إلى أحفاده، لأنهم لا يعرفون كيف.
ويلفت إلى أن النظام السعودي بات نظام ردود أفعال، مع أنه مكان لنشوء القاعدة ذات الأثر الخطر، في الوقت نفسه. ويضيف أن النظام هبّ إلى إرسال قوات عسكرية لنجدة البحرين في محنتها لمساعدتها في قمع الثورة، وقام بدعوة دول الخليج إلى سحب سفرائها من
قطر التي اتهمها بإيواء الإخوان المسلمين.
ويذهب بيلين إلى أن أمير قطر الشاب "حين فهم أنه لا يقدر على السعودية، وقام بمدح المملكة، وأثبت أنه يتصرف بطريقة جيدة، أمرت السعودية دول الخليج الأخرى بإعادة السفراء إلى قطر"، على حد قوله.
ويذهب إلى أبعد من ذلك في تحليله حين يلغي كل المفارقات ويضع كلا من
واشنطن الحليفة وموسكو النقيض، تحت رحمة السعودية.
ويقول إن "السعودية هي العامل الأساسي في تخفيض أسعار النفط بشكل دراماتيكي والتسبب لبوتين بضربة قوية، وقد فعلت ذلك على ما يبدو لجعل استخراج النفط في أمريكا أمرا غير مجد".
ويرى أن "التكلفة القليلة لاستخراج النفط لديها سمحت لها بأن تتلاعب بسعر البرميل، وزعزعت الدول التي يعتبر النفط المصدر الحقيقي لاقتصادها، مثل فنزويلا والجزائر وبالذات روسيا".
ومن ناحية أخرى يرى بيلين أن "الخطوة الأخيرة في الوقت الحالي هي المصالحة بين قطر ومصر"، وقد كانت قبل وقت ليس بالبعيد أمرا غير قابل للتطبيق.
ويقول إن الدولة الأكبر والأكثر فقرا خضعت للدولة الصغيرة والأكثر غنى، وإن الأمير القطري تميم بن حمد أرسل مبعوثيه إلى القاهرة، حيث التقوا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بوجود ممثل سعودي كبير، وتم الاتفاق على أنه "منذ الآن سيتم تنسيق كل ما يخص مصر وغزة بينهم".
ويؤكد أن المبعوث القطري أعلن باسم الأمير، أن "قطر تعتبر مصر زعيمة العالم العربي".
وفي حديث الكاتب عن الموقف الإسرائيلي من كل ذلك، يرى أنه تطور إيجابي، ذلك أن "مبادرة السلام العربية التي تستند إلى مبادرة السلام السعودية، هي تحقيق حلم قديم لإسرائيل بأن تحظى باعتراف جميع الدول العربية والدول الإسلامية".
ويقول بهذا الصدد، إن "إدخال قطر في الصف من شأنه كبح تأييدها لحماس".
ومن ناحية أخرى، فإن "المساعدة السعودية لمصر هي مساعدة لطرف تهنأ إسرائيل بالتعاون معه، وتخفيض أسعار النفط هو تخفيف اقتصادي علينا، بالضبط كما لم نذرف دمعة واحدة حين تبين أن مكانة بوتين ظهرت كفقاعة"، على حد تعبير بيلين.
ويخلص إلى أنه بعد ذلك كله "يجب أن أعترف بأن الدولة التي تقف وراء كل ذلك التي تقطع أيدي السارقين ولا تسمح للنساء بقيادة السيارات، من الصعب أن أصفق لها".