انطلق في
لبنان الحوار بين
تيار المستقبل وحزب الله برعاية رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وبدعم من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وتشير المعلومات عن الجلسة الأولى أنها كانت إيجابية وجرى فيها مناقشة كل الملفات، وتم عرض وجهات نظر الفريقين، وتم إصدار بيان عن الفريقين يدعو لتخفيف التوتر والتشنج وجاء في نص البيان: "برعاية الرئيس نبيه بري عقد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الاجتماع الأول للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله بحضور وفد الحزب المؤلف من: المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل رئيساً، وعضوية الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله. ووفد تيار المستقبل المؤلف من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري رئيساً، وعضوية الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، وبحضور الوزير علي حسن خليل.
في بداية الاجتماع رحب بري بالحضور عارضاً لمخاطر المرحلة التي تمر بها المنطقة ولبنان، والتي تستوجب أعلى درجات الانتباه والمسؤولية، في مقاربة القضايا المطروحة والحاجة لمساهمة كل القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها بهدف حماية لبنان واستقراره وسلمه الأهلي والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الأخطار، لاسيما في ظل التصعيد المتمادي على مستوى المنطقة نحو تسعير الخطاب الطائفي والمذهبي.
وأكد الطرفان حرصهما واستعدادهما البدء بحوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، وفي اطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج الذي ينعكس على علاقات اللبنانيين مع بعضهم البعض، وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية وفتح أبواب التشاور، والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات والمساعدة على حل المشكلات التي تعيق انتظام الحياة السياسية.
شدد المجتمعون على أن هذه اللقاءات لا تهدف إلى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وليست في مواجهة أحد أو لمصادرة والضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية؛ بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض".
وبموازاة الحوار بين
حزب الله وتيار المستقبل تشير المعلومات إلى احتمال حصول حوار بين حزب الله وحزب الكتائب وحوار بين التيار العوني والقوات اللبنانية، كما أعلن أحد قياديي التيار السلفي في لبنان، الشيخ داعي الإسلام الشهال استعداده للحوار مع حزب الله رغم أنه كان من أشد المعارضين للحزب طيلة السنوات الماضية.
وكانت الجماعة الإسلامية قد أطلقت منبرا للحوار في مقرها في بيروت حيث بدأت تستقبل عددا من القيادات السياسية والحزبية من مختلف الاتجاهات، كما تشير مصادر مطلعة في هيئة العلماء المسلمين في لبنان إن الهيئة تدرس جديا فتح قنوات الحوار مع عدد من القيادات والقوى السياسية والدينية وخصوصا في الساحة الشيعية.
وبدأ ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار والذي يرأسه العلامة السيد علي فضل الله إعداد وثيقة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في لبنان لجعل العام 2015 عام الحوار والسلم الأهلي، وهناك عدة مبادرات حوارية تقوم بها هيئات لبنانية وعربية.
وأما على الصعيد الإقليمي والدولي فإن روسيا تستعد لترتيب الحوار بين الحكومة السورية وقوى المعارضة السورية للتوصل إلى تفاهم بشأن الأزمة السورية، في حين يستمر الحوار بين إيران والدول الست وخصوصا مع أميركا بشأن الملف النووي وقضايا المنطقة، وتسعى السعودية من جهتها لترتيب أوضاع البيت العربي وإعادة العلاقات بين بعض الدول العربية كما جرى بين مصر وقطر مؤخرا.
كل ذلك يشير إلى احتمال أن يكون العام 2015 عام الحوار والتسويات ليس على مستوى لبنان؛ بل على صعيد المنطقة كلها خصوصا في ظل اقتناع معظم الأطراف إلى أن استمرار التوترات سيؤدي لانتشار العنف والتطرف، كما أن انخفاض أسعار النفط والأزمات الاقتصادية التي تشهدها بعض الدول الإقليمية والعالمية قد يكون دافعا للبحث عن حلول سياسية.
فهل يحمل العام المقبل أخبارا سارة ويكون العام 2015 عام الحوار والبحث عن حلول؟ هذا ما يتمناه الجميع بشرط أن تكون الحلول لصالح الشعوب العربية والإسلامية وليس على حسابها.