أكد كاتب بريطاني متخصص في قضايا الشرق الأوسط أن المراجعة الحكومية البريطانية في أنشطة جماعة الاخوان المسلمين انتهت قبل عدة شهور وتوصلت إلى عدم وجود أية روابط بين جماعة الاخوان المسلمين والارهاب، إلا أن الكاتب يتوقع في مقاله أن تتجنب الحكومة في لندن نشر نتائج المراجعة أو الاشارة الى أية نتائج توصلت لها، مشيراً الى أنه "إذا حل شهر آذار/ مارس المقبل فهذا يعني أن نتائج المراجعة لن يتم نشرها بالمطلق بسبب أن الانتخابات العامة ستكون في أيار/ مايو".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمر في بداية نيسان/ أبريل الماضي بالتحقيق في أنشطة جماعة الاخوان المسلمين، وما إذا كانت الجماعة على علاقة بالارهاب أم لا، على أن المراجعة شملت التقصي والمراجعة بشأن وجود الاخوان داخل
بريطانيا والأنشطة التي يقومون بها.
وأشار إيان بلاك في مقاله بجريدة "الغارديان" البريطانية اليوم الأربعاء الى أن كاميرون أمر باجراء مراجعة بشأن أنشطة جماعة الاخوان المسلمين، وما إذا كانت على علاقة بالارهاب أم لا، فيما يسود الاعتقاد بأن كاميرون أمر بالمراجعة "بموجب ضغوط مورست عليه من قبل السعودية والامارات ومصر، وهم المعادون إلى حد كبير للتيار الإسلامي، وشركاء تجاريون مع بريطانيا ذوو وزن كبير ومهم"، على حد تعبير بلاك.
وقال إيان بلاك في المقال: "لا تحبس أنفاسك طويلاً إذا كنت تنتظر قراءة المراجعة المثيرة للجدل التي تجريها الحكومة البريطانية بشأن الاخوان المسلمين، حيث يمكن أن يحتاج الأمر الى عدة شهور قبل أن يأتي اليوم الذي يرى فيه النور، وهو ما يعكس المصاعب التي تواجه الموضوعات ذات الحساسية العالية، ومن بينها قضايا الاسلام السياسي والربيع العربي.
وبحسب بلاك فإن مشروع المراجعة أوكل الى السير جون جينكينز، وهو السفير البريطاني في الرياض الذي يحظى بقبول واحترام واسعين، لكن بلان أشار الى أن الفحص في نشاط الاخوان داخل بريطانيا أوكل الى المسؤول الأمني ورئيس وحدة مكافحة الارهاب تشارليز فار، والذي بحث في "الفلسفة والأنشطة والتأثير والهيمنة للإخوان المسلمين داخل بريطانيا، إضافة الى تأثيرهم على الحكومة وعلى المنظمات الأخرى في البلاد".
ويكشف بلاك أن السير جون جينكينز "انتهى من عمله في هذه المراجعة منذ شهور عديدة مضت، لكن الحكومة تكافح منذ ذلك الحين من أجل ايجاد طريقة لترجمة ما توصل له السفير جينكينز الى توصيات تتعلق بالسياسات"، مؤكداً أن المراجعة "لم تجد أي ارتباط بين جماعة الاخوان المسلمين والارهاب، بل نفت هذه الادعاءات بشدة، لكن سؤالاً واحداً ظل ماثلاً بدون جواب: ماذا سيقول كاميرون؟".
ويتابع بلاك: "أيديولوجية الاخوان تبدو الأكثر اثارة للانتقاد، أما الارتباط الأكثر إشكالاً فهو بين الاخوان المسلمين وحركة حماس، وهي المنظمة الفلسطينية الاسلامية التي تحكم قطاع غزة حالياً، والمدرجة على قوائم الارهاب في بريطانيا والاتحاد الأوروبي واسرائيل والولايات المتحدة".
ويرى كاتب المقال إنه بالعودة الى الربيع الماضي فإن صدور الأمر الحكومي بالمراجعة في أنشطة
الإخوان يبدو ناتجاً عن "لوبي" نظمته دولة الامارات العربية المتحدة، بدوافع من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يوصف بأنه "ذو عداء شديد للتيار الاسلامي"، إلا أن ما زاد الأمر تعقيداً مؤخراً -بحسب الكاتب البريطاني- هو قائمة الارهاب التي نشرتها حكومة الامارات والتي تضمنت 83 منظمة من بينها أكبر منظمة خيرية في بريطانيا وهي "الإغاثة الإسلامية"، اضافة الى مجلس العلاقات الاسلامية الأمريكية (كير)، والجمعية الاسلامية في بريطانيا، ومؤسسة قرطبة في بريطانيا، وتم إدراج هذه المنظمات الغربية الى جانب كل من تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، وجماعة "بوكو حرام" في نيجيريا.