قال مستشرق
إسرائيلي بارز إن نظاما الحكم في كل من
مصر والأردن يصران على موقفيهما باستيراد
الغاز الإسرائيلي، رغم المعارضة الشعبية العارمة في البلدين للتدليل على أنهما لا يتأثران بالرأي العام الداخلي وبمواقف القوى المعارضة.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" مساء أمس، أوضح البرفسور رون فريدمان رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، أن نظامي الحكم في القاهرة وعمان يعتبران نجاحهما في تمرير صفقة الغاز مع إسرائيل "اختباراً لقوتهما في مواجهة القوى المعارضة".
وشدد فريدمان على أن هناك أهمية استراتيجية كبرى لإسرائيل في كل ما يتعلق بتداعيات اتفاقي تصدير الغاز لكل من مصر والأردن، على اعتبار أن هذين الاتفاقين سيسمحان بالتوصل لمزيد من الاتفاقات والصفقات السرية والعلنية بين العالم العربي وإسرائيل.
ولم يستبعد فريدمان أن تقدم دول عربية أخرى على شراء الغاز الإسرائيلي، في ظل حرص حكومتي القاهرة وعمان على إضفاء شرعية عملية على استيراد الغاز الصهيوني.
ونوه فريدمان إلى أنه في الوقت الذي كان نظام مبارك يسمح بتصدير الغاز المصري لإسرائيل في ظل تسهيلات كبيرة وبأسعار متدنية وبشروط تضمن تسديد ثمن الغاز على مدى فترة طويلة، فإن إسرائيل لم تقدم أية تسهيلات لمصر، سواءً في أسعار الغاز، أو في شروط تسديد ثمنه.
وأوضح فريدمان أن الأردن اتخذ قراراً باستيراد الغاز من إسرائيل على الرغم من المعارضة القوية في البرلمان والشارع الأردني، مشيراً إلى أن الأردن أقبل على استيراد الغاز من إسرائيل في الوقت الذي يتم فرض مقاطعة اقتصادية عليها من الاتحاد الأوروبي، بسبب سياساتها ضد الشعب الفلسطيني.
ونوه فريدمان إلى أن الفساد جعل مصر تتحول من دولة مصدرة للغاز إلى دولة مستوردة للغاز، مشيراً إلى أن الأردن ومصر يستوردان الغاز الذي يتم استخراجه من حقل "تمار"، الذي يقع قبالة شاطئ حيفا.
وأشار فريدمان إلى أن المفارقة تكمن في أنه في الوقت الذي تتعاظم الدعوات في أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، فإن دولاً في العالم العربي تقدم على عقد صفقات تجارية مع إسرائيل.
وشدد فريدمان أن قرار
السعودية رفع أسعار الغاز يمثل "هدية استراتيجية" لإسرائيل؛ لأنه يمثل عامل ضغط هائل على
إيران، التي تراجعت مدخولاتها من النفط بشكل كبير، مما يعزز من فرص تراجع طهران على مواصلة تطوير برنامجها النووي.
ويذكر أن إسرائيل ترى في البرنامج النووي الإيراني التهديد الوجودي الأول لكيانها، ونوه فريدمان إلى أن السعودية تخلت عملياً عن آخر صورة من صور المقاطعة على إسرائيل عام 2005.