ينفذ مئات
المعتقلين في
سجن حمص المركزي إضرابا عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على استمرار اعتقالهم على الرغم من انتهاء فترة الأحكام وعلى التعسف اللاحق بهم.
ونشرت تنسيقية "باب السباع" على يوتيوب تسجيل فيديو من داخل السجن يظهر مجموعة من السجناء يتجمعون في الساحة وهم يهتفون "بدنا نطلع (نريد أن نخرج).. بدنا نطلع". ويُسمع صوت المصور وهو يحدد تاريخ تسجيل الفيديو في 27/12/2014.
وقال سجين رفض الكشف عن اسمه متحدثا لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من داخل السجن: "كل من في السجن، وعددهم أكثر من ألف شخص، يشاركون في حملة
إضراب عن الطعام بدأت قبل أربعة ايام".
وأضاف: "نريد أن نعرف مصيرنا، ونطالب بالحرية. هناك أشخاص حكم عليهم بالسجن هنا لمدة ثلاثين عاما لمجرد أنهم شاركوا في التظاهر السلمي، وآخرون سجنوا اعتباطيا. أنا في السجن منذ سبع سنوات بعدما اتهمت بارتكاب أعمال عنف خلال الثورة".
وفي تسجيل آخر نشرته شبكة شام، يحمل تاريخ 29/12/2014 وهو اليوم الثالث للإضراب، يظهر أحد المعتلقين الذي يقول إنه تم اعتقاله على أحد الحواجز العسكرية في حمص في أيار/ مايو 2011 ثم حكم عليه بالسجن لـ31 سنة بتهمة الإرهاب.
كما يظهر معتقل آخر قائلا إنه حاول مرارا التقدم بطلب "إخلاء سبيل"، لكنه بسبب عدم قدرته على دفع تكاليف المحامي لم يستطع متابعة الأمر. وأوضح أن اعتقل عندما كان عائدا من لبنان.
ويعتقل النظام السوري، بحسب منظمات عدة مدافعة عن حقوق الأنسان، عشرات آلاف الأشخاص، بعضهم لنشاطهم المعارض وآخرون للاشتباه بأنهم معارضون للنظام، او حتى بناء على وشاية كاذبة.
ويتعرض المعتقلون في السجون والفروع والمقار الأمنية "لأساليب تعذيب وحشية" تتسبب بحالات وفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، تترافق مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم، بحسب هذه المنظمات.
وقال السجين: "لم يأت أحد لزيارتنا. لقد أغمي على 12 شخصا بسبب النقص في الطعام. هناك أطباء ومسعفون بين السجناء يهتمون بالأمور الصحية، لكن لا يوجد دواء"، مضيفا: "لم يستجب أحد لإضرابنا عن الطعام".
وذكر المرصد في بريد الكتروني أن بعض المعتقلين في سجن حمص "انتهت فترة محكومياتهم (...) ولم يتم إخلاء سبيلهم إلى الآن من سلطات النظام بحجة ضياع ملفاتهم".
وأضاف: "أعلن السجناء والمعتقلون المضربون عن الطعام أنهم مستمرون في إضرابهم بسبب سوء معاملة سلطات السجن للسجناء والمعتقلين، وقلة الغذاء والدواء وبسبب رفض طلبات إخلاء السبيل، وإلى أن يأتي وزير المصالحة الوطنية في حكومة النظام علي حيدر ويلبي مطالبهم".
وهذه ليست المرة الأولى التي ينفذ فيها المعتقلون إضرابا للمطالبة بحقوقهم، فقد سبق ذلك إضراب أواخر عام الماضي استمر لأكثر من شهرين تخللته اشتباكات وإطلاق للرصاص والغازات المسيلة للدموع على السجناء الذين اضطروا للجوء إلى سطح السجن، كما قتل وأصيب عدد من السجناء. وجاء الاستصعاء آنذاك على خلفية سوء المعاملة وإهانة السجانيين للمعتقدات الدينية للمعتقلين. كما شكا السجناء حينها من نقص الطعام وقطع الكهرباء والمياه بشكل متكرر.