دعا مسؤول
إيراني رفيع
السعودية إلى الحوار، على أساس قاعدة "ربح – ربح"، من أجل "اتخاذ قرارات لصالح شعبي البلدين في ما يتعلق بأسعار
النفط، ومنع المزيد من تدهورها في الأسواق".
ونقلت وكالة "فارس" عن رئيس منظمة الإدارة والتخطيط في إيران
محمد باقر نوبخت الاثنين، تأكيده أن أسبابا سياسية وراء انخفاض الأسعار، بهدف الضغط على بلاده في المفاوضات النووية.
وقال إن "النفط من السلع التي لا تقتصر على البعد
الاقتصادي، بل إنه يعتبر سلعة سياسية أكثر منها اقتصادية، وقد استخدمه الكثيرون كورقة ضغط حتى الآن".
وهوت أسعار النفط إلى النصف تقريبا خلال الشهور الستة الماضية، إذ طغت زيادة إنتاج النفط الصخري الخفيف عالي الجودة في أمريكا الشمالية على الطلب.
وهاجم نوبخت منظمة أوبك "التي تشكلت من أجل حفظ طاقة الإنتاج وأسعار النفط"، وقال: "كنا نتوقع في جلسة أوبك أن يقبلوا بواقع أن العرض أكثر من الطلب، ويعملوا على خفض الإنتاج، وأن يتخذ بعض أعضاء أوبك قرارا منصفا لخفض الإنتاج وتثبيت الأسعار، من أجل حفظ الموارد القومية واستفادة شعوبهم منها، لكن لم يحدث ذلك للأسف".
وقال إن السعودية لم تقبل بالخفض لسبب ما، مشيرا إلى أنها "ربطت خفض إنتاجها في البداية بإعلان روسيا استعدادها لذلك أيضا، وروسيا أبدت استعدادها، لكن السعودية بقيت مصرة على عدم خفض الإنتاج، الذي أدى إلى انخفاض الأسعار".
وكان الرئيس الروسي صرح قبل أيام، ردا على سؤال حول تدهور أسعار النفط، قائلاً: "كلنا نرى تراجع أسعار النفط، وهناك الكثير من الأقاويل حول الأسباب التي تقف خلف ذلك، هل هناك اتفاق بين أمريكا والسعودية لمعاقبة إيران والتأثير على الاقتصادين الروسي والفنزويلي؟ ربما".
أسباب سياسية وراء هبوط أسعار النفط
وقال رئيس منظمة الإدارة والتخطيط في إيران محمد باقر نوبخت، إن أسبابا سياسية وراء انخفاض أسعار النفط، مشيرا إلى تصريحات نائب وزير الخارجية الأمريكي ويليام بيرنز وكبير المفاوضين الأمريكيين في الملف النووي مع إيران، حول خفض أسعار النفط بهدف الضغط على إيران.
وشدد على أن انخفاض أسعار النفط مهما بلغ لن يركع إيران، رغم أنه يمكن أن يتسبب ببعض المتاعب لها، لكنها لن تجعل الشعب الإيراني يستسلم، كما أنها لن تعيق حركة التنمية والتطور في إيران.
وأكد نوبخت أن إيران استعدت خلال السنوات الماضية لتقليل اعتمادها على موارد النفط، وأشار إلى اكتفاء إيران في مجال إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لتشغيل مفاعل طهران البحثي الطبي، وإنتاج النظائر الطبية، بعد أن كانت تستورد ذلك اليورانيوم من الخارج.
وحول مستقبل أسعار النفط، قال نوبخت إن بعض الدول وضعت ميزانياتها على أسعار أعلى بكثير من أسعار النفط الحالية، لأن عددا من المسؤسسات الدولية المعتبرة، تتوقع أن ترتفع أسعار النفط إلى أكثر من 80 دولارا، لكننا وضعنا ميزانيتنا على سعر أقل من أجل برمجة وتخطيط أدق وأفضل.
وكان منتجو النفط الخليجيون الرئيسيون في أوبك، أشارو إلى استعدادهم للانتظار فترة قد تصل إلى سنة حتى تستقر السوق، ما بدد الآمال بتدخل سريع لوقف انحدار الأسعار.