كتب نجاتي أوز فاتورا: قال "يعقوب قدري كارا عثمان أوغلو": "إن نظرية
اللغة الشمسية تجلب لنا العار في العالم!.. لقد جرّ شخص يدعى "كفيرجيك" أتاتورك بهذه النظرية إلى طريق خارج العقل والمنطق والإنصاف!.. بالنسبة لـ "كفرجيك" فإنّ أول إنسان كان تركياً، وأول لغة كانت
اللغة التركية، وجميع اللغات انحدرت من التركيّة!"
كما قال "فاتح رفقي": "كانت نظرية اللغة الشمسية تُدرّس في كلية التاريخ والجغرافيا كدرس لغة في المنهاج، لكن بعد وفاة مصطفى كمال بسنتين قام "إنونو" بإغلاقه إثر شكاوى قُدّمت من بلاد أجنبية".
لقد بترت "ثورة الحرف"* سلالة الأتراك بسبب "حزب الشعب الجمهوري"!.. ونجحت القوى الإمبريالية التي أسقطت وقسمت قوات حلفاء
الدولة العثمانية في حرب الاستقلال.. لقد قسموها حتى يخلقوا حروباً بين الدول في المستقبل.
وها هو الحال اليوم في الشرق الأوسط.. يريدون تقسيم هذه الدول أكثر فأكثر، لذلك يُشعلون الحرب في أرجائها.
إنّ أكثر أنظمة وحكّام الدول الإسلامية الـ57 في العالم عملاء لتلك القوى الإمبريالية باستثناء
تركيا وبعض الدول!.. كما أن هناك الكثير من الخونة لأوطانهم ودينهم.. ويكأنّهم أولياء القوى الإمبريالية !
كانت اللغة التركية الأصليّة لغة العلم والأدب. لقد جعل "حزب الشعب الجمهوري" من اللغة التركية لغة قوميّة.
كانت الأمم تأخذ من بعضها البعض كلمات فتدخلها إلى نظامها القواعدي وتستخدمها؛ فهناك مثلاً عشرات الآلاف من الكلمات المستعارة من اللغات الأخرى في اللغة الإنجليزية، وكذلك الحال في اللغة "الإسبرطية" فهي أخذت العديد من الكلمات من اللغة التركية. إنّ عملية أخذ الكلمات من الأمم الأخرى يجعل اللغة غنية.
بينما لغات العالم كانت تتبادل وتغنى، كانت اللغة التركية بسبب "حزب الشعب الجمهوري" تضعُف!.. لم يكن هناك ديمقراطية في فترة 1923-1950.. لم يكن "حزب الشعب الجمهوري" ممثلاً لإرادة الشعب في تلك الفترة، فقد وصل إلى الحكم غصباً !.. لم يُسأل الشعب حين قُطعت هذه الدولة عن دينها وقوميتها، ولو سُئل.. لو كان هناك نظام حزبي وديمقراطية لما حصلت "ثورة الحرف" وغيرها!
لقد تم استبدال كلمات تركية الأصل بكلمات أخرى!.. لقد أفسد حكم "حزب الشعب الجمهوري" الديكتاتوري اللغة التركية بتأليفاته وتصفيته هذه، وكانت النتيجة ضمور الأفكار والخيالات والتأملات لدى الناس هنا!.. لقد تخلّفت فنوننا وثقافتنا حين وُجدنا في ميدان ديكتاتوري.
*نظرية اللغة الشمسية: هي نظرية تقول إن اللغة التركية هي اللغة الأولى في تاريخ الكون، نشأت في الثلاثينات، وقد كان "أتاتورك" من مؤيدي هذه النظرية، إلا أنها لم تستمر طويلاً؛ لأنها لم تلق قبولاً عند علماء اللغة.
*ثورة الحرف: مصطلح أطلق بشكل عام على الفترة التي تم الاعتراف فيها بقانون الحروف التركية الجديدة عام 1928م في تركيا، وبمقتضى هذا القانون تم إقرار استخدام الحروف اللاتينية بدلاً من الأبجدية العثمانية التي كانت مستخدمة.
(نقلا عن صحيفة تركيا بوست 6 كانون الثاني/ يناير 2015)