تمركزت قوات المعارضة السورية على منطقة المجبل، شمال مدينة حلب، ونصبت سواتر ترابية عليه، وأطلقت النار على قوات النظام التي هربت باتجاه قرية البريج والمدينة الصناعية.
وكانت الجبهة الشامية، بالاشتراك مع فصائل أخرى كجيش المهاجرين والأنصار والفرقة 16 وكتائب أبي عمارة، قد تمكنت الاثنين، من السيطرة على منطقة المجبل وأجزاء واسعة من منطقة المناشر، بينما استكملت الثلاثاء السيطرة على منطقة المناشر، وطرد قوات النظام من تلة المياسات ذات الأهمية الكبيرة.
يضاف ذلك إلى سيطرتها على الجامع الأخضر والمطحنة ومنطقة التوتر العالي، في محيط قرية البريج، مكبدةً النظام خلال تلك المعارك عشرات القتلى، ومستولية على أسلحة ثقيلة وذخائر.
وقد وجهت فصائل المعارضة السورية في اليومين الماضيين ضربة قوية لمحاولات النظام لحصار حلب، من خلال سيطرتها على عدة نقاط استراتيجية على جبهة البريج بالقرب من المدينة الصناعية في شمال شرق حلب.
وأفاد أبو أحمد، القيادي في الجبهة الشامية، بأنهم "خسروا عددا كبيرا من الشهداء حتى وصلوا إلى المجبل"، متعهدا بعدم التراجع فيها مهما كلفهم الأمر. أما أبو ربيع، القيادي في الفرقة 16، والملقب بشيخ المجاهدين، فقد توعد قوات النظام بالسيطرة على البريج والمدينة الصناعية في وقت قصير.
الجدير بالذكر، أن منطقة المياسات، التي سيطرت عليها المعارضة الثلاثاء، لها أهمية عسكرية كبيرة، لأنها تؤمن الطريق الشرقي لقوات المعارضة في التوجه نحو قرية البريج المحاذية للمدينة الصناعية، وقد كان النظام يستفيد من ارتفاع منطقة المياسات في عمليات القصف والرصد.
وأصبحت قوات المعارضة على أعتاب المدينة الصناعية، وقللت كثيرا من خطر الحصار على حلب الذي يسعى النظام لفرضه.
وتشهد المنطقة الشمالية من مدينة حلب اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة، حيث تسعى قوات النظام لإحكام الحصار على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، بهدف قطع طرق الإمداد الواصلة إلى الريف الشمالي وتركيا.
واقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
ومنذ منتصف آذار/ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، ما تزال مستمرة حتى اليوم.