ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن واحداً من منفذي
هجوم باريس تلقى تدريباً من تنظيم
القاعدة.
وتقول الصحيفة إن سعيد كواشي سافر إلى
اليمن عام 2011، وتلقى تدريباً عسكرياً قبل عودته إلى باريس، وشارك مع شقيقه شريف كواشي في العملية التي استهدفت مجلة "تشارلي إيبدو" الساخرة، وقتلا مع منفذ آخر، وهو حميد مراد، 12 شخصاً.
ونقل التقرير عن مسؤول قوله إن سعيد (34عاماً) قضى "عدة أشهر" في معسكر صغير، وتدرب على الأساليب القتالية وإطلاق النار والقنص، وهي مهارات استخدمها بشكل جيد يوم الأربعاء.
وتبين الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين على علم بتلقي كواشي تدريبات في اليمن، وتوجه إلى اليمن في وقت سفر الكثير من الغربيين إلى هناك، حيث تأثروا بأفكار المنظر والناشط اليمني – الأمريكي أنور العولقي.
ويذهب التقرير إلى أن سعيد وشقيقه شريف كانا تحت رقابة الشرطة الفرنسية والولايات المتحدة، وبحسب مسؤولين أمنيين أمريكيين، فإنهما كانا على قائمة الأشخاص المشتبه بعلاقتهم بالإرهاب، وممنوعين من السفر.
وتذكر الصحيفة أن شريف لفت انتباه الأمن الفرنسي أول مرة عندما كان في العشرينيات من عمره، حيث اعتقل في عام 2005، عندما كان يحضر للسفر إلى سوريا في أول مرحلة من رحلة كان يأمل فيها بالانضمام للحرب في العراق، وحوكم وسجن ثلاثة أعوام، وأفرج عنه عام 2008.
ويشير التقرير إلى أنه في البيانات التي أعلن عنها وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازانو، وصف سعيد بأنه شخص عدواني وعاطل عن العمل، مما أعطى صورة بأنه القوة الدافعة وراء المذبحة.
وقال كازانو إن "سعيد" لم يحاكم ولم يدن، وظهر على هامش قضية تتعلق بشقيقه الأصغر، بحسب الصحيفة.
وتلفت الصحيفة إلى أن المحققين الفرنسيين والأمريكيين، لا يزالون يبحثون في وجود علاقة بين الهجوم وتنظيم القاعدة في اليمن، وإن كانت هي التي أمرت بتنفيذه.
وتجد "نيويورك تايمز" أنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن المنفذين جزء من خلية كبيرة تعمل في فرنسا، ولكن عندما قام الشقيقان بالهجوم على المجلة أعلنا ولاءهما لتنظيم القاعدة في اليمن، حيث قالا: "قولوا للإعلام إننا من تنظيم القاعدة في اليمن".
ويرى التقرير أن هناك ما يشير لاهتمام تنظيم القاعدة في اليمن بالمجلة الفرنسية، ففي العدد 2013 من مجلة التنظيم "إنسباير" الناطقة بالإنجليزية، وضع التنظيم محرر المجلة ستيفان شاربينيير على قائمة المطلوبين، "مطلوب حياً أو ميتاً لجرائمه ضد الإسلام".
وتكشف الصحيفة عن أن الشقيقين عاشا حياة عادية وبعيدة عن الأضواء في حي ريم في شمال- شرق باريس، وعندما توفي والداهما المهاجران من الجزائر، تبنتهما عائلة في رين، غرب فرنسا، حيث عمل شريف مدرب لياقة بدنية وانتقل إلى باريس، وعاش مع شقيقه سعيد في بيت يعود لأحد الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام.
ويوضح التقرير أنه لا يُعرف الكثير عن توجهات شريف، الذي عمل في عدد من المحلات، ومارس أعمالاً يدوية منها توزيع البيتزا واشتغل في بيع السمك، وعاش كبقية المهاجرين في باريس، حيث تعرف على شبكة من الجهاديين وارتبط بنشاطاتهم.
وتصف الصحيفة شريف بأنه كان معروفاً بنشاطاته المتطرفة، حيث ظهر في فيلم وثائقي عرضته القناة الفرنسية الثالثة حول العالم السري للجهاديين. وظهر في الفيلم مهاجراً عادياً يحب "الراب" والنوادي الليلية، قبل أن يدخل سراديب الجهاديين، ويدعو للانتقام من الولايات المتحدة.
وفي السجن تعرف شريف على جمال بيغال، الذي سجن عام2001، بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم على السفارة الأمريكية في باريس، وفق التقرير.
وتضيف الصحيفة أنه بعد خروجه من السجن تعرف على فتاة صادقها وعمل في بيع السمك، وودع ماضيه على ما يبدو. ولكن صحيفة "لوموند" الفرنسية تقول إنه قام وبشكل هادئ بإعادة علاقاته مع الجهاديين، وعندها عاد للظهور على رادار المخابرات، خاصة بعد تجديد صلته مع متشدد إسلامي متهم بتنفيذ هجوم على محطة القطار في موسي دي أورسي عام 1995.
وتخلص "نيويورك تايمز" إلى أنه على ما يبدو أن شريف، الذي شهدت صاحبة محل السمك، الذي عمل فيه عام 2009، بأمانته وصدقه، لم يترك عالمه الجهادي وراءه في السجن.