واصل المحلل الإسرائيلي عاموس هرئيل العزف ضمن "جوقة" الإعلام الإسرائيلي، التي اتبعت سياسة التحريض على العرب والمسلمين مستغلة حادث الهجوم على
شارلي إيبدو في
فرنسا؛ لحصد المزيد من المكاسب السياسية لإسرائيل.
وقال هرئيل في مقالته بصحيفة "هآرتس"، الأحد، إن الافتراض المعقول، بعد حادثة شارلي إيبدو، هو أن الأهداف الدرامية للأسبوع الماضي ليست الحلقة الأخيرة في السلسلة، فعلى خلفية شعبية التنظيمات مثل داعش والقاعدة في أوساط الشباب المسلم في الغرب، يجب أن نتوقع عمليات أخرى من جانب المسلمين في أوروبا وضد اليهود أيضا.
وأضاف أن ارتفاع شعبية داعش والقاعدة ستؤدي إلى المزيد من العمليات في أوروبا مثل العمليات في مومباي ونيروبي؛ حيث إنه لم يأت
الإرهابيون من أجل إدارة المفاوضات؛ بل من أجل الذبح، على حد زعمه.
وانتقد هرئيل المخابرات الفرنسية بالقول: "لقد فشلت المخابرات الفرنسية عندما لم تتمكن من ملاحقة منفذي العمليات، وفشلت في حماية المؤسسات اليهودية، وسيكون بالإمكان العثور على أماكن أخرى".
وقال إن لسلسلة الأحداث التي حدثت في فرنسا شبه كبير بالاعتداء الإرهابي في مومباي في الهند في 2008، وعملية اقتحام المجمع التجاري في نيروبي في كينيا في 2013.
وأضاف: "في بضعة حوادث كبيرة في السنوات الأخيرة فإن الإرهابيين المحسوبين على الإسلام المتطرف لم يأتوا لإدارة المفاوضات. فالهدف هو شيء آخر: الذبح الجماعي وبعده جلب الانتباه إلى أفعالهم".
وأكد هرئيل أن أي عملية في عاصمة أوروبية ستضمن للمنفذين تغطية إعلامية عالمية في شبكات التلفزة ومواقع الإنترنت، وإن تأثير الإرهاب آخذ في الازدياد مع الزمن (المذبحة في مدرسة في الباكستان في الشهر الماضي والاعتداء الإرهابي لبوكو حرام في نيجيريا التي استمرت هذا الأسبوع أيضا، حظيت بعشر ما حظيت عليه من التغطية الإعلامية الأحداث في باريس).
وأضاف أن التبريرات التي قدمها المخربون للاعتداء على المجلة الأسبوعية، هي نشر كاريكاتيرات تمس بشرف النبي محمد. وهذا الادعاء لا يبدأ من عند الدولة الإسلامية ولا يبدأ من عند القاعدة، بل إن ايران الشيعية هي التي أصدرت فتوى في الماضي ضد الكاتب سلمان رشدي على كتابته "الفصول الشيطانية" في نهاية الثمانينيات.
وأضاف أنه، بعد ذلك ثارت العاصفة حول الكاريكاتيرات في الصحيفة الدانماركية. والتغير الآن يكمن في العلاقة القوية بين الغرب وبين ما يجري في الشرق الأوسط.
وخلص إلى أنّ القطار الجوي لنشطاء الجهاد إلى سوريا والعراق وبالعكس وتغطية المحطات التلفازية في الأقمار الصناعية العربية لأحداث الحرب هي التي تدعم التطرف بشكل واسع في أوساط جزء من الشباب المسلمين في أوروبا.
وشدد هرئيل على أنّ التوتر مع الغرب سيزداد على خلفية الهجمات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي على الدولة الإسلامية منذ أيلول الماضي. وقد قدرت أجهزة الاستخبارات الأوروبية مسبقا أنه خلال أشهر معدودة يتوقع أن تحدث موجة من عمليات الانتقام ضد أهداف غربية بسبب ذلك الهجوم.
وإذا كانت المعلومات التي نشرت عن مكوث أحد الإخوة كواشي في معسكر تدريب للقاعدة في اليمن، صحيحة، فإن ذلك يعني أنه يوجد اختراق كبير في عمل أجهزة المخابرات الفرنسية، وفقا لهرئيل.