"مصطفى وراد" و"أحمد مرابط" مسلمان من بين ضحايا الهجمات الإرهابية على مجلة "
شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة الأربعاء الماضي، التي راح ضحيتها 12 شخصا.
الأول يعمل مصححا لغويا فيها، ومعروف بين زملائه بـ"الخلوق المثقف"، والثاني ضابط في الشرطة الفرنسية، الجميع عرف عنه فخره الشديد بأنه مسلم من أصول عربية، استطاع أن يحظى بثقة جعلته يخدم في الشرطة.
مصطفى البالغ من العمر 60 عاما من منطقة "القبائل"
الجزائرية كان قد وصل لفرنسا في عمر العشرين في رحلة تحمل تكلفتها أصدقاء له في ذلك الحين، ثم تنقل مصطفى، الذي عاش "يتيما"، للعمل بين العديد من الصحف ودور النشر الفرنسية، حيث ظهرت موهبته اللغوية في التصحيح والتحرير الصحفي، اهتم بتثقيف نفسه واهتم بالفلاسفة وكتبهم، وعلى رأسهم "نيتشه"، عرف بنهمه للقراءة وشغفه بتجميع الكتب العالمية.
وبعد قتله في الحادث الإرهابي الأخير أجمع زملاؤه في "شارلي إبدو" أنهم سيفتقدون "الرجل المحبوب المثقف الخلوق".
ونقلت صحيفة "لوبوان" الفرنسية نعي أصدقاء له في المهنة، الذين قالوا عنه: "فقد فريقنا ومهنتنا شخصا محترفا هادئا، لكنه مؤثر، لم يكن يهتم كثيرا بالحديث عن نفسه، لكنه كان دائما يهتم بزملائه.. كان محبوبا".
منطقة القبائل تبكي مصطفى
على بعد 40 كيلومتر من مدينة "تيزي أوزو" تقع مدينة "ات لاربع" مسقط رأس "مصطفى وراد"، ومن أمام بيت عائلته، حيث تجمع الأهل وأصدقاء الشباب والطفولة، أجرت صحيفة "الوطن" الجزائرية الناطقة بالفرنسية حوارات مع زملائه، وقال "سليمان هاشي" مدير المركز القومي الجزائري للأبحاث التاريخية": مصطفى صديق الدراسة الجامعية منذ عام 1970، كان قد بدأ في دراسة الطب، لكنه فضل بعد ذلك دراسة الأدب والفن، كما كان عاشقا للشعر".
وأضاف: "نحن قلقون على مستقبل زوجته وأبنائه لوني ولويزا، فمصطفى لم يزر الجزائر منذ 1980، وقد التقينا آخر مرة في
فرنسا عام 1999، لكن التواصل بيننا كان مستمرا".
وبحسب موقع "فوكاس" الجزائري الناطق بالفرنسية، فقد انتقل خمسة من عائلة مصطفى وراد إلى فرنسا فور علمهم بمقتله، لإعادة رفاته ودفنه بالجزائر.
في حين قال يحيى وراد ابن عم المتوفي للموقع: "سيتم دفنه في فرنسا، فلم نكن قادرين على إقناع زوجته وأولاده لإعادة جسده إلى الجزائر لدفنه إلى جوار والديه"، وقررت عائلة وراد تنظيم عزاء لمصطفى في مسقط رأسه مدينة "ات لاربع" القبائيلية يوم الجمعة القادم.
كلنا أحمد"
الضحية الثانية للهجمات التي تعرضت لها مجلة "شارلي إبدو" هو أحمد مرابط، شرطي مسلم من أصول جزائرية، البالغ من العمر 42 عاما.
وقد انتشر فيديو على شبكة الانترنت لمرابط وهو يناشد المسلحين اللذين هاجما "شارلي إبدو" بعدم قتله، ولكنهما أطلقا الرصاص عليه من مسافة قصيرة، حيث فارق الحياة تاركا وراءه زوجته.
وخلال المسيرات الضخمة المنددة بالهجوم الذي تعرضت له "شارلي إبدو" وشهدتها فرنسا، أمس الأحد، رفع مئات الفرنسيون العديد من اللافتات التي كتب عليها "كلنا أحمد".
ونقلت صحيفة" لوموند" تصريحات لمالك مرابط شقيق أحمد جاء فيها "فخور جدا بأن أحمد مرابط كان يمثل ويدافع عن قيم الجمهورية الفرنسية: الحرية والمساواة والإخاء"، مضيفا: "توقفوا عن الخلط بين الإسلام والإرهاب وإثارة الحروب وحرق المساجد أو معابد اليهود".