استنكرت جهات سياسية ودينية - مسلمة ومسيحية -
الرسوم المسيئة التي تصور النبي محمد عليه السلام في الصفحة الأولى لجريدة
شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، في أول عدد لها بعد الهجوم الذي قتل فيه عشرة صحفيين منها وشرطيان.
وفي الرسم الجديد للنبي محمد عليه السلام تسيل دمعة على خده بينما يرفع لافتة كتب عليها (أنا شارلي)، ونشر الرسم تحت عنوان (غُفر كل شيء).
الأزهر يدعو للتجاهل
من جانبه، دعا الأزهر المسلمين في أنحاء العالم إلى تجاهل الرسم الذي يصور النبي محمد عليه السلام، قائلا في بيان إنه يرفض "ما أقدمت عليه شارلي إبدو مجددا من نشر ما زعمت أنه صورة للنبي".
وأضاف البيان "إذ يستنكر الأزهر الشريف هذا الخيال المريض فإنه يدعو جميع المسلمين إلى تجاهل هذا العبث الكريه لأن مقام نبي الرحمة والإنسانية.. أعظم وأسمى من أن تنال منه رسوم منفلتة من كل القيود الأخلاقية والضوابط الحضارية"، متابعا أنه "يطالب كل عقلاء العالم وأحراره بالوقوف ضد كل ما يهدد السلام العالمي".
وكان الأزهر أدان الهجوم على شارلي إيبدو الذي قتل فيه رئيس تحرير الصحيفة، وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي ينشط في اليمن مسؤوليته عنه.
البابا تواضروس يستنكر
واستنكر البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الإساءة للأديان، في مؤتمر صحفي مشترك مع بطريرك إثيوبيا الزائر بثه التلفزيون المصري.
وقال البابا تواضروس إن "الإساءة مرفوضة بين الأشخاص، فإذا امتدت الإساءة إلى الأديان فهذا أمر لا هو إنساني ولا هو أخلاقي ولا هو اجتماعي، ولا يساهم أبدا في السلام العالمي"، مضيفا أنه يرى أن هذه الإساءات "لا تحقق أي شيء بالمرة. هى كمن يضارب الهواء.. ماذا يستفيد؟"
مفتي القدس: الرسوم استهتار بمشاعر المسلمين
من ناحيته، أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين نشر الرسوم واعتبرها "استهتارا بمشاعر المسلمين".
وقال المفتي في بيان إنه "يدين نشر رسوم ساخرة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قامت به إحدى دور النشر الفرنسية في عددها الجديد، الذي ضاعفت أعداد نسخه، ونشرته بأكثر من 16 لغة، بما فيها العربية، في دلالة واضحة على التحدي المتعمد لمشاعر المسلمين والاستهتار بها".
واعتبر أن "هذه الرسوم وغيرها من الإساءات تضر بالعلاقات بين أتباع الأديان السماوية، وتؤجج مشاعر الحقد والبغضاء والكراهية بين الناس"، مؤكدا "رفض "تبريرها بحجة تقديس حرية الرأي والتعبير"، ومشددا على أن "الحرية والديمقراطية تتناقضان مع انتهاك حقوق الآخرين والاعتداء على مقدساتهم".
وتابع حسين: "في الوقت الذي ندين فيه نشر مثل هذه الرسوم المسيئة، فإننا نشجب وبشدة الاعتداء على الأبرياء من الناس، ونستنكر الإرهاب الظالم ونرفض استباحة دماء الناس بغير حق ودون ضوابط مشروعة"، مطالبا الأمم المتحدة بإقرار قانون يقضي بمنع التطاول على الديانات ورموزها.
حماس: الرسوم استفزاز للمسلمين
من جانبها، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" الأربعاء، نشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، رسوما كاريكاتورية "مسيئة" للنبي عليه الصلاة والسلام، قائلة في بيان نشر الأربعاء إن نشر مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة مجددا رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (خاتم المرسلين) هو "استفزاز واضح لمشاعر كل المسلمين في العالم".
وأضافت الحركة أن نشر الرسوم "إصرار على ترسيخ ثقافة الكراهية ضد المسلمين وتحريض متعمد على العنف ضدهم"، معتبرة "هذا العمل مستنكرا، ومدانا بشدة".
وطالبت الحركة بضرورة توقف كل حملات التشويه والاستهداف للإسلام والمسلمين في الغرب.
إيران تؤكد أهمية احترام المقدسات
بدوره، قال وزير الخارجية
الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء إن "إجراء حوار جاد مع الغرب سيكون أسهل في حال احترام مشاعر المسلمين التي تضررت جراء رسوم الكاريكاتير التي نشرتها صحيفة شارلي إيبدو في الآونة الأخيرة".
وردا على سؤال من الصحفيين بشأن الصفحة الأولى من العدد الأخير لصحيفة شارلي إيبدو، قال ظريف: "نعتقد أن المقدسات يجب أن تُحترم"، مضيفا أنه "ما لم نتعلم احترام بعضنا البعض سيكون الوضع صعبا جدا في عالم تختلف فيه وجهات النظر وتختلف الثقافات والحضارات، ولن نتمكن من الانخراط في حوار جاد إذا بدأنا بازدراء قيم ومقدسات بعضنا البعض".