تزايدت الهجمات ضد عناصر "
الدولة الإسلامية" في
دير الزور، شرق
سوريا، وخصوصا في جهازي الشرطة والحسبة التابعين لها.
ولم يُعرف حتى الآن الجهة التي تقف وراء الهجمات، وما إذا كانت نتيجة خلافات داخلية بين مجموعات تابعة لـ"الدولة الإسلامية"، أم أن هناك حركات تستهدفها على خلفية المعارك السابقة في دير الزور. لكن اللافت أن إعلام النظام السوري احتفى بهذه الهجمات ونسبها إلى ما أسماها "المقاومة الشعبية".
وكان من أبرز حالات الاغتيال، العثور على جثة قيادي كبير في جهاز "الحسبة"، وهو مصري الجنسية، في منطقة البوليل، وقد وضعت سيجارة في فمه، مع ورقة كتب عليها: "هذا منكر يا شيخ". ومعلوم أن "الدولة" تجرّم التدخين وتعاقب عليه بأشد العقوبات.
وفي حادثة أخرى، قتل ثلاثة عناصر هذا الأسبوع قرب منطقة البوليل. وتعرضت دورية لـ"الحسبة" لهجوم في مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور. وتم خلال الهجوم حرق سيارة الدورية، لكن دون أن ترد معلومات عن مصير عناصر "الدولة" الذين كانوا ضمن الدورية. كما تعرض عناصر من "الدولة الإسلامية" في المدينة ذاتها لهجوم مسلح قام به مجهولان كانا يركبان دراجة نارية بالقرب من المصرف التجاري في المدينة. وذُكر أيضاً أن عنصرين آخرين تعرضا لمحاولة اغتيال، فيما تمكن المهاجمون من الفرار.
وعلى أثر عمليات الاغتيال المتكررة في دير الزور، شن عناصر "الدولة الإسلامية" حملة اعتقالات واسعة، كما صادروا الأجهزة الخاصة باستقبال خدمة الإنترنت، ما تسبب بعرقلة الاتصالات مع العالم الخارجي.
وحاول النظام السوري استغلال هذه الحوادث للحديث عن "مقاومة شعبية" ضد "الدولة الإسلامية".
وهذا الأسبوع، تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن "اتساع رقعة الانتفاضة الشعبية في محافظة دير الزور ضد تنظيم
داعش" خلال "الأسابيع القليلة الماضية"، حسب قول الوكالة.
وأضافت الوكالة السورية: "ألقت المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية (الجمعة) القبض على مجموعة إرهابية تابعة لـداعش في الميادين، ودمرت له سيارة في قرية البوليل، في حين هاجم أهالي قرى صبيخان والدوير والكشكية والعبد تجمعات التنظيم المتطرف إثر قيامه بقتل عدد من المواطنين، واختطاف نساء ورجال واقتيادهم إلى جهة مجهولة".
كما تحدثت الوكالة عن "خمسة إرهابيين من تنظيم داعش قُتلوا جراء انفجار عبوة ناسفة مزروعة بسيارة كانت تقلهم في مدينة العشارة بريف دير الزور الشرقي"، وفق قول الوكالة.
وإلى جانب وصف "المقاومة الشعبية"، استخدمت الوكالة وصف "الأهالي" في قرية العبد في ناحية موحسن الذين قالت إنهم "اشتبكوا نهاية الشهر الماضي مع إرهابيين من تنظيم داعش بعد اختطافهم 20 مواطنا من أهالي القرية واقتيادهم إلى جهة مجهولة". كما تحدثت عن إلقاء "عناصر المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية القبض على كامل أفراد مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم داعش قرب مركز إنعاش الريف على أطراف الميادين".
وسبق أن سعى النظام في الأشهر الماضية لاستمالة العشائر في شرق سوريا بعد المعارك التي خاضتها مع "الدولة" ثم قيام الأخيرة بحملة إعدامات شملت المئات من أبناء العشائر، وخصوصا من الشعيطات، إضافة إلى تشريد الآلاف من السكان من بلداتهم وقراهم عقابا لهم أو كشرط ضمن اتفاق تسليم هذه المناطق، بسبب مقاومة انتماء أفراد فيها للجيش الحر أو المجموعات الأخرى التي واجهت "الدولة".
وفي آب/ أغسطس الماضي، ألقت طائرات النظام السوري، خلال اشتباك عشائر الشعيطات مع عناصر "الدولة"، منشورات لكسب ود العشائر التي سبق أن رفضت النظام السوري وساهمت ضمن الفصائل المقاتلة في طرد قواته من مناطقها. وخاطبت المنشورات، التي لم تلق آذانا صاغية، أبناء العشائر قائلة: "اليوم تسجلون صفحة ناصعة ومشرفة في تصديكم لعصابات داعش التي تسرق وتنهب الممتلكات وتستبيح العرض والأرض". وجاء في أحد المنشورات أيضا: "كونوا واثقين بأن الجيش معكم ويقدم لكم كل الدعم لسحق عصابات داعش وأعوانها، حتى يعود تراب الوطن الطاهر لأهل ولأبنائه" حسب ما جاء في ذلك المنشور.