نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها للشؤون الصحية كرس سميث، قال فيه إن الوفاة بسبب
السرطان قد تصبح شيئا من الماضي، بحسب توقعات الخبراء.
ويشير التقرير، الذي نشر الأربعاء، إلى أن حبة أسبرين للكهول وأصبع كفتة، بالإضافة إلى تمكن الصيادلة من الفحص للسرطان، وتحسن في أساليب الفحص والأدوية، ستساعد كلها في القضاء على الوفاة بسبب السرطان تحت سن الثمانين.
وتنقل الصحيفة عن البروفيسور ديفيد تيلور، أستاذ سياسة
الصحة العامة والصيدلة في جامعة لندن، قوله إن تحسين العناية بمرضى السرطان تعني "أن نكون تمكنا من السيطرة على مرض حاربناه لمدة ثلاثة آلاف سنة .. ولو وضعنا هذه الأمور كلها معا، فإن هذا المرض، الذي يقتل الأطفال والكبار، يمكن وضع حد له".
ويذكر التقرير أنه
يموت في
بريطانيا 150 ألف شخص سنويا بسبب السرطان، أكثر من نصفهم بقليل هم من في عمر 75 عاما فأكثر، علما أن احتمال الإصابة بالمرض تزداد بشكل مطرد مع السن.
ويجد سميث أنه رغم
انتشار السرطان بشكل أكبر مع ازدياد المسنين في المجتمع، إلا أن عدد
الوفيات تراجع بحوالي 20% في العقدين السابقين، إذا أخذنا السن بعين الاعتبار. فتراجعت نسبة الوفاة من سرطان الثدي بنسبة 40%، بحسب الباحثين في جامعتي يو سي إل وكنغز كولج.
ويرى البروفيسور تيلور أنه لو عكست الإحصائيات على المستقبل سيعني ذلك تقدما كبيرا في الحرب ضد السرطان في العقود التالية. ويمكن التقدير بالقضاء على الوفيات عند صغار السن، بناء على أمل تحسين العناية مثل المساعدة الأفضل على ترك التدخين، وتشخيص حالات السرطان بشكل أسرع، بالإضافة إلى التطعيم والحصول على
العلاجات الجديدة، بحسب الصحيفة.
وتبين "التايمز" أن ميري جاك كوزيك، مدير معهد الطب الوقائي في جامعة كوين، دعا الأطباء إلى أن يتنبهوا لنجاعة
الأسبرين في منع آلاف الحالات من السرطان، "فمن أهم الأشياء التي يمكن أن نفعلها للوقاية من السرطان بعد ترك التدخين، تناول حبة أسبرين، وهي بالتأكيد أهم من برامج الفحوصات كلها".
ويلفت التقرير إلى أن الباحثين استنتجوا من معطيات نشرت العام الماضي أن حبة أسبرين يومية تحوي على 75 مغ من الأسبرين، وهي ما يساوي ربع حبة الأسبرين، التي تؤخذ للصداع، تقلل من احتمالات التعرض لسرطان الأمعاء بنسبة 30%، والسرطانات مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا بنسبة 10-15%.
ويقترح البروفيسور كوزيك أن يتناول كل شخص ما بين الخمسين والخامسة والستين من العمر الأسبرين يوميا لمدة عشر سنوات. مبينا أنه لكون هذا "العلاج السحري" رخيصا، فليست هناك دوافع مالية لتشجيع ملايين الناس لأخذه. موضحا أن "المسألة في النهاية متعلقة بالطبيب العام، والناس الذين يرغبون في أخذ العلاج، ومن المهم للشخص الذي يرغب في أخذ العلاج أن يراجع الطبيب والصيدلاني".
ويفيد التقرير أن نسبة الشفاء من السرطان في بريطانيا أقل من الأفضل في أوروبا، والسبب في العادة هو فشل الخدمات الصحية في رصد المرض وهو في بدايته، وقال البروفوسور تيلور: "نحن السبب في بناء ثقافة إدارة الحاجة، حيث لا نشغل الأطباء بالحاجات الصغيرة"، وأضاف أنه بالإمكان تزويد الصيادلة ببرامج حاسوب تساعد على توجيه المرضى الذين يعانون من أعراض معينة لإجراء فحوصات دون الحاجة إلى الرجوع إلى الطبيب العام.
ويقول الكاتب إن جماعات ضغط تمثل المرضى، وبعض شركات الأدوية، شجبت محاولات صندوق أدوية السرطان التابع للحكومة، وقف تمويل بعض العلاجات.
وتعلق جين ماهر، المسؤولة الطبية في مؤسسة (ماكميلان كانسر سبورت)، التي تتخصص في العناية بمرضى السرطان على التقرير بقولها إن "النتائج لافتة للانتباه وباعثة على التفكير .. ولكن هناك مجالا واسعا بين المعطيات التي عرضت وتأكيد أن الوفيات بسبب السرطان قبل الشيخوخة ستنتهي مع حلول عام 2050"، وفق الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن إما وود، مديرة السياسات في مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية، قولها إن التقرير "يؤكد هدفنا بتحسين عدد الناس الذين يشفون من السرطان على المدى الطويل". مبينة أن أعداد من يشخصون بالسرطان ازدادت أكثر من أي وقت مضى، ولكن نصف المشخصين يعيشون عشر سنوات أو أكثر، ولا بد من فعل شيء لتحسين الفرص.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول وود: "نهدف إلى زيادة نسبة المرضى الذين يعيشون عشر سنوات بعد تشخيص الإصابة بالسرطان إلى ثلاثة أرباع مع دخول عام 2030، ولتحقيق ذلك من المهم أن يكون هناك تشخيص مبكر للحالة، وأن يحصل المرضى على أفضل العلاجات".