ساد نوع من "الغزل" خلال الساعات القليلة الماضية بين عبد الفتاح
السيسي من جهة، والرئيس التونسي الباجي قائد
السبسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد والعاهل
المغربي محمد السادس، من جهة ثانية.
وتبادل السيسي دعوات التزاور المشترك مع القادة الثلاثة، إذ وجه الدعوة للأول لزيارة
مصر، وتلقى دعوة من الثاني لزيارة قطر، كما تبادل الدعوة مع الثالث لكي يزور كل منهما بلد الآخر.
وأجرى السيسي اتصالا هاتفيا، مساء الثلاثاء، برئيس الجمهورية التونسية، السبسي، وقدّم إليه تعازيه في وفاة شقيقه كمال قائد السبسي.
وقال السفير علاء يوسف، وهو المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن "الرئيس السيسي أعرب عن تطلعه للالتقاء بشقيقه الرئيس التونسي الباجي السبسي، ووجه الدعوة إليه لزيارة مصر في أقرب فرصة".
وشدد السيسي خلال المكالمة على أهمية العمل على تعزيز علاقات التعاون والتشاور بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة، بحسب المتحدث الرئاسي.
ويتوقع مراقبون أن يحاول السيسي خلال الفترة المقبلة توظيف علاقته الجيدة بالسبسي، من أجل تقليم أظفار حركة "النهضة" التونسية ذات التوجه الفكري القريب من فكر جماعة "الإخوان المسلمين"، التي يعاديها السيسي، ويعدّها خطرا وجوديا على نظامه، لا سيما أن كلا من السيسي والسبسي "محسوب على الثورة المضادة في بلده".
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد في مصر، حسن مصطفى، تلقيه تأكيدات من
أمير قطر تميم بن حمد بقرار لتوجيه دعوة إلى عبد الفتاح السيسي لحضور نهائي مونديال اليد المقام في العاصمة القطرية الدوحة حاليا.
وأضاف مصطفى أن الأمير تميم أكد له خلال جلسة جمعتهما معا أن قطر تكن كل الاحترام لمصر، واصفا إياها بـ"الشقيقة الكبرى التي لم يمكن التخلي عنها".
وكانت تقارير صحفية ذكرت أن الرئاسة المصرية قد وجهت الدعوة إلى أمير قطر لحضور القمة الاقتصادية المزمع إقامتها في شرم الشيخ في آذار/ مارس المقبل، ويعلّق عليها نظام السيسي أملا كبيرا في انتشال مصر من وهدتها الاقتصادية.
وكان تقارب مفاجئ طرأ على العلاقات بين البلدين، على إثر نجاح جهود وساطة خليجية قادتها السعودية بينهما، أسفرت عن قيام قطر -بشكل مفاجئ- بغلق قناة "الجزيرة مباشر مصر"، في الشهر الماضي، وهو ما لقي ارتياحا كبيرا لدى السلطة الحاكمة في القاهرة، التي كانت ترى في القناة مصدر صداع مستمر لها، ورافعة سياسية للمعارضة المناهضة لنظام السيسي.
وعلى صعيد مواز، أجرى السيسي اتصالا هاتفيا مساء الثلاثاء، بالعاهل المغربي الملك محمد السادس.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن الملك محمد السادس وجّه الدعوة للسيسي لزيارة "المملكة المغربية الشقيقة"، وهو ما رحب به السيسي، ووعد بتلبية الدعوة، كما وجه دعوة مماثلة إلى ملك المغرب لـ"زيارة مصر في أقرب فرصة".
وأشار البيان إلى أن السيسي أشاد خلال اتصاله بملك المغرب، بـ"مواقفه الداعمة لخيارات الشعب المصري إبان ثورة 30 يونيو"، وأنهما اتفقا على "عدم السماح لأي طرف بأن يوقع بين البلدين، للنيل من العلاقة المتميزة التي تجمع بينهما، وفق البيان.
وكان توتر نشب بين القاهرة والرباط في أعقاب تقارير بثها التلفزيون المغربي الرسمي، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدّت ما قام به الجيش المصري بالانقلاب على حكم الرئيس محمد مرسي، ووصفت مرسي بأنه الرئيس الشرعي لمصر، وهو ما رأى فيه مراقبون وقتها رسالة ضغط من النظام الملكي المغربي على القاهرة، من أجل وقف توجهها المناهض لوحدة أراضي الجمهورية المغربية.