قالت مصادر من داخل حزب "نداء
تونس" لـ"عربي21" إن ملامح الحكومة التونسية الجديدة برئاسة حبيب الصّيد، بدأت تتضح تركيبتها، وإنه سوف يقوم بعرض تشكيلة حكومته على الرئيس الباجي قايد
السبسي السبت القادم.
وأشارت المصادر إلى أن "الصّيد" يضع اللمسات الأخيرة في تشكيلة فريقه الحكومي، وقال مصدر مقرّب من "
النداء" - رفض الكشف عن هويته لـ"عربي21"- إنّ الصّيد في لقاءه مع "السبسي" سيقدم له تركيبة حكومته، بعد مشاورات تشكيلها مع ممثّلي الأحزاب والأطياف السياسية والشخصيات الوطنية التي بدأت من 5
كانون الثاني/ يناير الجاري، بعد تكليفه من قبل رئيس الجمهورية.
الاثنين .. أمام مجلس النواب
وتابع المصدر قائلا "أنّ الحكومة الجديدة ستُعرض على مجلس نوّاب الشعب يوم الاثنين القادم لنيل الثقة، بعد تقديم برنامجها وأعضائها أمام النوّاب"، مشيرا إلى أنّ الصّيد استلم خلال مشاورات اختيار فريقه 300 سيرة ذاتية لمرشّحين لـ33 حقيبة بين وزراء وكتاب دولة ووزراء معتمدين، وأنّ حقائب وزارية ستُسندُ لعشر سيّدات يُشهد لهنّ بالكفاءة والنضال"، مضيفا أنّ بعض الكفاءات التي عملت في حكومات ما قبل ثورة 17 كانون الأوّل / 14 يناير ستتواجد في حكومة الصّيد، في حين سيكون حزب "آفاق تونس" (8 مقاعد برلمانية) من أهم أضلاع الحكومة المرتقبة بالإضافة إلى "النداء"، حزب الرئيس، الذي سيكون له نصيب الأسد من الحقائب الوزارية.
4 حقائب ل"آفاق تونس"
وبحسب المصدر، فإنّ "آفاق تونس" سيحظى بأربع حقائب وزارية، إحداها ستكون من نصيب الأمين العام ياسين إبراهيم، الذي شغل منصب وزير التجهيز في حكومة السبسي عام 2011، إضافة للقياديين ريم محجوب ومحمد الوزير، في حين ستُسندُ لـ"النداء" عشر حقائب، من بينها وزارتان من وزارات السيادة، حيث ستؤول حقيبة الشؤون الخارجية للطيّب البكوش برتبة وزير دولة، والتجارة والصناعات التقليدية (سليم شاكر)، والاتصالات والاقتصاد الرقمي (سعيد العايدي).
تضارب المعلومات حول حركة النهضة
من جهة ثانية صرّح القيادي في "النداء" لزهر العكرمي، لإذاعة "شمس أف أم" انه " لن يتمّ إقصاء أيّ طرف من تشكيلة الحكومة الجديدة، وأنّ حركة النهضة معنية بالمشاركة فيها، مشدّدا على أنها لن تكون حكومة محاصصة حزبية"، وقال مصدر لـ"عربي21" إن النهضة (69 مقعدا)، ربّما تكون ممثّلة بأربعة كُتّاب دولة، وهو ما ترفضه قيادات في الحركة، في حين يدفع تيّار داخلها إلى القبول بهذه المناصب لضمان الاستقرار للدولة في المرحلة القادمة. وبحسب مراقبين، فإنّ مشاركة النهضة تأتي على اعتبار حجم كتلتها في مجلس نوّاب الشعب، ورغبة "النداء" في ضمان تواجد المنافس الأوّل في صفّها، وليس في ضفّة المعارضة، بالإضافة إلى دحض فكرة التغوّل السائدة منذ تصدّر "النداء" نتائج الانتخابات البرلمانية والفوز في "الرئاسية"، لكنّ رئيس حركة النهضة راشد
الغنوشي صرّح لإذاعة "موزاييك" الخاصة الأربعاء، "أنّه لم يحصل توافق حتى الآن، وقد لا يحصل، باعتبار أن المفاوضات ما تزال متواصلة بشأن الأسماء المقترحة من داخل الحركة وخارجها لتولي مناصب في الحكومة القادمة".
الوطني الحرّ ينسحب
من جهتها قرّرت القيادة السياسية للاتحاد الوطني الحرّ (16 مقعدا في البرلمان) في بيان تلقّت "عربي21" نسخة منه، عقب اجتماع عقدته بشكل طارئ أمس -الأربعاء- تعليق مشاركتها في مفاوضات تركيبة حكومة
الصيد المرتقبة، وأفادت تسريبات أنّ "الحرّ" تحصّل على منصب وحيد (كتابة دولة)، وهو ما عجّل باتخاذ قراره بالانسحاب، وأكّدت تسريبات من داخل "الحرّ" أنّ الرياحي تلقّى، عقب قرار حزبه بالانسحاب، اتصالا عاجلا من الرئيس السبسي، يدعوه فيه إلى قصر قرطاج.
الجبهة تعترض
وكان "الرياحي" الذي ساند السبسي في الدور الثاني من انتخابات الرئاسية، انتقد بشدّة حزب "نداء تونس" و"السبسي" خلال حملتي الانتخابات البرلمانية والرئاسية في دورها الأول، ومع انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة اقترح "الوطني الحرّ" سبعة أسماء من قياداته وكفاءات أخرى، لتولي بعض الحقائب الوزارية، من أبرزهم سليم الرياحي لمنصب وزير الاستثمار والتعاون الدولي.، من جانبه اعتبر رئيس كتلة الجبهة الشعبية في مجلس نواب الشعب، أحمد الصديق، في تصريح صحفي "أن الجبهة لن تمنح ثقتها لحكومة تضم وزراء في الـ "ترويكا" ولرموز الاستبداد في نظام بن علي"، مؤكّدا "أنّ الجبهة لن توافق أيضا على برنامج حكومة يتضمن رفع الدعم، ولا يقر تجميد الأسعار، ويتسبب في مزيد من إغراق البلاد في المديونية".