حذرت صحيفة "ميكور ريشون" من أن حرص المسلمين على "رفع لواء الإسلام" في أرجاء العالم يمثل أكبر مصدر تهديد وجودي على
إسرائيل.
واعتبرت الصحيفة في تقرير نشرته في عددها الصادر الأحد، أن التركيز على ظاهرة "
الدولة الإسلامية" والتعاطي معها بشكل منفصل لن يفضي إلى توفر الحل الأمثل لهذه المشكلة.
ونوهت الصحيفة إلى أن الدولة الإسلامية تعد عرضاً لظاهرة الحماس الذي يدفع أعداداً هائلة من المسلمين في أرجاء العالم لرفع لواء الإسلام وإعادته لصدارة العالم، ولو تطلب الأمر تقديم تضحيات هائلة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن الدولة الإسلامية قد استفادت من هذه الظاهرة، إلا أن تنظيمات أو كيانات إسلامية أخرى قد تكون أكثر قوة وتطوراً من "الدولة" قد تستفيد منها في المستقبل بشكل يفضي إلى ضرر أعمق بأعداء الإسلاميين.
وأوضحت الصحيفة أن ما لا يعرفه الكثيرون في إسرائيل، هو حقيقة أن الدولة الإسلامية تستفيد من وجود عدد من أكثر القادة الميدانيين خبرة في العالم بأسره، مشيرة إلى أن هؤلاء القادة الذين وفدوا من أفغانستان والشيشان وباكستان وغيرها من مناطق النزاع، قد عرفوا العسكرية منذ نعومة أظفارهم، مشيرة إلى أن منهم من أصبح مقاتلاً وهو في سن الثانية عشر.
وحذرت الصحيفة من الاستخفاف بهؤلاء القادة، مشيرة إلى أن تعدد الساحات التي قاتلوا فيها تجعلهم قادرين على التأقلم مع كل الجبهات العسكرية، مشيرة إلى أن هؤلاء قاتلوا في أفغانستان وباكستان وأفريقيا وروسيا وأوروبا.
وشددت الصحيفة على أنه سيكون من الصعوبة بمكان حتى على جيوش متطورة مواجهة هؤلاء القادة، سيما عندما يعملون من وسط مناطق حضرية.
وفي السياق ذاته، دعا مركز أبحاث مرتبط بدوائر صنع القرار في تل أبيب إلى تكثيف المحاولات الإسرائيلية للتحالف مع الأقليات في الشرق الأوسط، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة تعد أنجح الوسائل لمواجهة مخاطر الإسلاميين.
وفي ورقة نشرها أمس، اعتبر "مركز يروشليم لدراسات المجتمع والدولة"، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بناء تحالفات مع الأقليات العرقية والدينية والمذهبية في المنطقة العربية يعتبر الحل الأمثل لمواجهة تبعات ما يحدث في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من مناطق.
وشدد المركز على أنه يتوجب عدم التعاطي مع
سوريا كدولة وكنظام، بل كمجموعة أقاليم تحتضن أقليات يقاتل بعضها البعض، ما يجعل من السهل على إسرائيل إقناعها بالتحالف معها في مواجهة الجماعات الجهادية التي تعمل في هذه المناطق.
وتوقعت الورقة أنه سيكون من السهل بناء تحالفات مع الطائفة العلوية في سوريا وغيرها من الطوائف، مع العلم أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أكدت أن إسرائيل تواظب على اتصالات حثيثة مع الدروز، سيما الذين يقطنون في هضبة الجولان.
وانتقدت الورقة عدم تحرك إسرائيل العاجل للاتصال بممثلي الطائفة الإيزيدية في العراق، التي تعرضت للهجوم من قبل "الدولة"، معتبرة أن هذه تمثل فرصة ذهبية لتوسيع النفوذ الإسرائيلي ولتمكين إسرائيل من مواجهة التحديات الأمنية بشكل أفضل.