كتبت هناء سلطان، شقيقة المعتقل
محمد سلطان، مقالا في صحيفة "الغارديان"، تذكّر فيه بمرور عام على إضراب شقيقها محمد عن الطعام.
وتلفت الصحيفة إلى أن محمد سلطان، اعتقل في الحملات التي شنها
الانقلابيون في
مصر ضد مؤيدي وأتباع الرئيس المنتخب محمد
مرسي والإخوان المسلمين، التي شملت الآلاف، وكان بينهم سلطان، الذي يؤكد براءته من التهم التي وجهت إليه.
وأعربت هناء عن حزنها لاستمرار اعتقال شقيقها منذ عام 2013، مشيرة إلى أن إضرابه عن الطعام داخل السجن ترك أوجاعا عميقة لدى عائلتها.
وتقول هناء: "مثل بقية الأولاد (من ثقافة ثالثة)، ممن قضوا سنوات تكوينهم الأولى يحلمون، أكرمني الله بأصدقاء لا يعوضون في أنحاء العالم كله. ولكن ليسوا أصدقائي الأبديين، فصديقي الأبدي هو شقيقي محمد. أنا الكبيرة بين خمسة إخوة، وهو الأقرب لي".
وتضيف: "هذا ما جعلنا نفعل كل شيء معا، كبرنا وسافرنا كثيرا، وتعلمنا التنقل دخولا وخروجا بين المجتمعات والدوائر الاجتماعية، وهذا الوضع لم يترك لنا أصدقاء دائمين إلا عائلتنا المباشرة".
ومضت هناء سلطان تصف علاقتها بشقيقها المعتقل، قائلة: "مثل كل الإخوة تشاجرنا كثيرا، وآمنا مع ذلك أننا سنبقى معا عندما تضيق الأمور، ولا أحد نعتمد عليه سوى بعضنا البعض. وعندما رحبت أنا وزوجي بمولودي البكر، أكرمنا الله بوجود العائلة والأصدقاء حولنا، الذين قدموا لنا الدعم والحب، وكان محمد على رأس القائمة. فقد ترك أشغاله كلها وحضر سريعا من أجل مقابلة هذا الطفل الصغير. وغمره بالحب والحنان، وراقب ابننا ولم يترك صغيرة ولا كبيرة فعلها إلا وصورها على الفيديو، أو التقط له الصور، أو حكى القصص الكثيرة عنه. ومثل أي أبوين يعتقدان أن كل حركة يفعلها ابنهما مثيرة وقريبة من القلب، فقد شعر محمد بهذا الشعور مع طفلي".
وتذكر هناء بشقيقها السجين، وتقول: "مضى على سجن محمد 17 شهرا، واحتجاجا على الأوضاع المزرية التي سجن فيها قرر الإضراب عن الطعام، وهو على هذا الحال منذ عام. فقد اعتقل أثناء موجات الملاحقة والقمع ضد المتظاهرين الداعمين للديمقراطية، الذين خرجوا إلى الشوارع بعد الانقلاب في عام 2013. وأصيب برصاصة في ذراعه أثناء التفريق العنيف للمعتصمين في ميدان
رابعة العدوية، ثم تعرض للتعذيب بعد احتجازه، وأصيب بالتهاب، ولم يحصل على العناية الطبية اللازمة، وظل دون دواء أو مسكن للآلام، وخضع محمد لعملية جراحية أجراها زميل له في زنزانة السجن مستخدما كماشة".
وتبين هناء أنه "بعد شهور من اعتقال محمد ووالدي أنجبت طفلا آخر. وفي هذه المرة لم يكن محمد موجودا كي يرحب بالقادم الجديد، أو يلتقط معه الصور. وفي الحقيقة لا يستطيع محمد تذكر اسم ابني الأول؛ لأنه يصحو ويغيب عن الوعي، بعد تعرضه لنوبات وغيبوبة بسبب نقص السكر في الدم، الذي بات يعاني منه في الأشهر الأخيرة".
وتشير هناء إلى الأثر الذي تركه غياب الأب والابن في السجن، وتقول: "مر الكثير من مناسبات الميلاد، وحفلات الزواج، وعدد كبير من اللحظات ولا تزال عائلتي تعيش دون أهم مكونين فيها، وأعيش حياة تبدو طبيعية، أربي طفلين جميلين في الوقت الذي يتعفن فيه شقيقي بقبو من أقبية سجن طرة، السجن سيئ السمعة في مصر، وسيتخرج شقيقي الأصغر مني من المدرسة الثانوية دون حضور والدي ومحمد لحفل التخرج. وستمر الأيام وسيترك غياب محمد آثارا عميقة في ذاكرة العائلة".
وتذكر "الغارديان" أن محمد سلطان كان قد نقل في تشرين الأول/ أكتوبر إلى مستشفى المنيل الجامعي؛ نظرا لتردي حالته الصحية. ودشن ناشطون "هاشتاغ # الحياة لمحمد سلطان"، وطالبوا بإطلاق سراحه.