قال أحد سكان قضاء
اللطيفية، جنوب العاصمة
العراقية، إن المليشيات لا تزال تقوم باختطاف واغتيال وتهجير وتفجير منازل لسكان الأهالي، بهدف إفراغ تلك المناطق التابعة لحزام بغداد الجنوبي من ساكنيه.
وقال مسلم الغريري لـ"عربي21" إن "هناك العشرات من منازل عشائر معروفة تم تفجيرها وتسويتها بالأرض وسرقة كافة محتوياتها بعد زرع العبوات الناسفة داخلها، حتى لا يفكر أهلها بالعودة إليها مرة ثانية، لأن المليشيات تعتبر كل السنة موالين وداعمين لتنظيم الدولة الإسلامية في هذه المناطق، وأنهم كفرة ودمهم ومالهم ومنازلهم حلال" حسب قوله.
وذكر الغريري أن هذه الاتهامات كلها شماعة وسياسة تتبع وتنفذ بكل دقة منذ عام 2003، لتغيير ديمغرافية أقضية حزام بغداد الشمالية والجنوبية، حسب تقديره.
وأشار الغريري إلى "الظلم الذي شهدته هذه المناطق على يد مليشيات
الحشد الشعبي التي أذاقت الأهالي ألوان العذاب، من خلال اقتحام المنازل وتفتيشها ليلا دون مراعاة حرمتها أو وجود النساء والأطفال، إضافة إلى أن الاعتقال يتم على أساس الهوية المذهبية لمن يتم استجوابهم او اختطافهم، وفي أوقات كثيرة يعثر على جثثهم على قارعة الطريق، ما يدفع بعضهم إلى التفكير بالانتقام".
من جهته، يقول وهاب حسين الجنابي، وهو أحد سكان قرية فحيلة، إن "عناصر مليشيا الحشد اقتحموا فجأة منطقتي الفحيله وأم الجبير، وهم يستقلون سيارات حكومية بدون أرقام، ويرتدي معظهم ملابس عسكرية. وقاموا بتفخيخ وتفجير أكثر من 16 منزلا، غالبيتها لعشائر وعوائل عريقة، وبعض المنازل المدمرة تعود لشيوخ قبائل معروفة من وجهاء اللطيفية".
وفي ناحية اليوسفية، تواصل الميليشيات تفجير وتدمير عشرات المنازل منذ 5 أشهر، كما تُتهم بارتكاب انتهاكات يومية بحق الأهالي، فيما لا تقوم الأجهزة الأمنية الرسمية بمنع هذه الانتهاكات والتدخل لحمايتهم، وحفظ دمائهم وممتلكاتهم الخاصة من التفجير أو الحرق أو النهب.
وقال أحد سكان الناحية، ويدعى حمزة عبد الله، إن المليشيات فجرت نحو 20 منزلا وأحرقت أكثر من 250 منزلا آخر، وأن القرى في اليوسيفة أصبحت مهجورة من ساكنيها، إلا من عناصر "الحشد" الذين لا يخفون عمليات النهب التي يقومون بها، وحرق المنازل أو تفجيرها في بعض الحالات.
من جانبها، وصفت تقارير لمنظمات حقوقية في العراق، ما يجري في ناحيتي اللطيفية واليوسيفة على أيدي الميليشيات بأنها انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب.