أثرت الهزائم المتتالية للدولة الإسلامية في العراق والشام مؤخراً بشكل ملحوظ على جيشها الإلكتروني في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وعزف الكثير منهم عن التغريد في اليومين الماضيين وفقاً لما رصدته "عربي21".
وفوجئ المراقبون لـ"جيش الخلافة الإلكتروني" كما يطلق عليه، ذلك الاختفاء شبه التام للتغريدات التحريضية، وتغريدات أخبار الانتصارات "البشريات" التي لازمت حسابات مؤيدي الدولة في الأشهر الأخيرة.
"جيش الخلافة الإلكتروني" الذي يقدر عدده بعشرات الآلاف من المعرفات على "تويتر"، لم يستطع أمس الأول السيطرة على هاشتاج كلمة الناطق باسم "الدولة" أبو محمد العدناني "#قل_موتوا_بغيظكم"، بالرغم من إمكانياتهم العالية في "الغزو الإلكتروني" لجل هاشتاجات تويتر.
ولاحظت "عربي21" عودة أنصار الدولة تدريجياً للتغريد بعد غياب استمر ليومين، إلا أن معظم تغريداتهم كانت بخلاف المجريات التي تشهدها الساحتان السورية والعراقية.
فرغم إعلان القوات الكردية فرض سيطرتها شبه الكاملة على مدينة عين العرب "
كوباني"، إلا أن بعض أنصار الدولة كذبوا رواية الأكراد، وأكدوا تقدمهم المستمر في المدينة التي أطلقوا عليها اسم "
عين الإسلام".
وكتب السعودي أبو عبيدة الشمري أحد عناصر
الدولة الإسلامية في كوباني: "أحبتي وأخوتي عدنا الآن من #عين_الإسلام ولله الحمد. الوضع جيد. الإخوة فقط يحتاجون الدعاء، فألحوا به جزاكم الله عنا كل خير".
وأضاف شخص يدعى "قناص الدولة": "من يسأل عن #عين_الإسلام أقول له: أقسم بالله همم جنودنا عالية، سيطر الملاحدة على قرية واحدة وبعد الاشتباك بقى شارع واحد فقط يجري تطهيره".
وبالانتقال إلى محافظة ديالى العراقية التي سقطت كلياً بيد الجيش العراقي نجد أن أنصار الدولة الإسلامية لم ينفوا سقوط "ديالى العز" كما يطلقون عليها بيد الحكومة العراقية ومليشيات الحشد الشعبي حسبما رصدته "عربي21"، إلا أنهم توعدوا الجيش والمليشيات الشيعية التي تقاتل معه بأشد أنواع الانتقام، وهو ما بدأه البحريني عبدالعزيز الجودر؛ أحد عناصر الدولة الإسلامية الذي فجر نفسه في منطقة العظيم بمحافظة ديالى أمس الثلاثاء.
تفجير الجودر الملقب بـ"أبو هاجر الكويتي" نفسه كان دليلاً آخر على اختفاء "جيش الخلافة الإلكتروني"، حيث لم تحتف بعمليته سوى بعض المعرفات المعدودة، فيما جرت العادة أن تبارك مئات الحسابات أية عملية انتحارية يقوم بها أحد عناصر الدولة.
ورغم إمكانية عودة الدولة الإسلامية سريعاً إلى محافظة ديالى، إلا أن الهزائم المتتالية في كوباني، إضافةً إلى الأنباء المتواترة التي تفيد بحدوث انشقاقات كبيرة في صفوف الدولة بمناطق شرقي سوريا تثير السؤال مجدداً حول مدى قدرة الدولة الإسلامية على مواصلة تحدي الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي وبعض العشائر، وكذلك قوات التحالف الدولي، وفي سوريا؛ فصائل المعارضة السورية والنظام السوري في وقت واحد.