قال خبير أمريكي إن الحرب ضد الدولة الإسلامية تجري على الإنترنت، تماما كما تجري في ميدان المعركة، حيث تم وقف 18 ألف حساب يرتبط بالتنظيم على موقع "
تويتر"، خلال الأشهر الأخيرة.
وقال الخبير "ج.م بيرغر"، من معهد بروكنغز إن أنصار التنظيم "يتعرّضون لضغوط كبيرة، خاصة أكثر المستخدمين نشاطا وانتشارا، حيث يتم وقف حساباتهم".
وأوقف موقع "تويتر" نحو 800 حساب تأكد أنها للدولة الإسلامية، منذ خريف العام الماضي، إلا أن ذلك قد يكون "مجرّد نقطة في بحر"، حيث تم وقف نحو 18 ألف حساب على "تويتر" ترتبط بالدولة الإسلامية خلال الفترة ذاتها، حسب ما أظهرت دراسة أعدها بيرغر وخبير آخر هو جوناثان مورغان.
ورغم أن عشرات آلاف حسابات "تويتر" لا تزال عاملة، إلا أن أنصار الدولة الإسلامية على الإنترنت وصفوا عملية وقف الحسابات بأنها "مدمرة"، بحسب ما صرّح بيرغر أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي.
وكانت الدولة الإسلامية قادرة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بسهولة حتى وقت قريب. إلا أنه بعد أن نشر التنظيم تسجيلا مروّعا في آب/ أغسطس العام الماضي لقطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي، فرضت مواقع "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب" قواعد مشددة أدت إلى ملاحقة أي معلومات تدعم "الإرهاب"، وتنشر على صفحاتها، بحسب بيرغر.
واستهدفت عمليات وقف الحسابات أنشط حسابات "تويتر"، وأعاقت جهود التنظيم لنشر الدعاية، إلا أنها لم تتعرّض للحسابات الأقل نشاطا، لتمكين وكالات الاستخبارات من مراقبة داعمي هذه الجماعات، طبقا لبيرغر.
وقال: "أعتقد أن البيئة الحالية تقترب من تحقيق التوازن الصحيح، للضغط على شبكات تنظيم
داعش، وتقويض قدرته على تحقيق أهدافه، وفي الوقت ذاته يسمح للولايات المتحدة باستغلال هذا المصدر المفتوح للاستخبارات من أعضاء الشبكة وأنصارها على الإنترنت".
وأكد أن أنصار الدولة الإسلامية يستخدمون 45 ألف حساب على "تويتر" على الأقل، ومن بينها الحسابات التي فتحت، وتلك التي أوقفت في الأشهر القليلة الماضية.
وقال إن التنظيم أظهر براعة في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأعرب القادة العسكريون الأمريكيون الذين يقودون تحالفا دوليا ضد التنظيم في العراق وسوريا عن قلقهم حول تأثير ذلك.
وطبقا لبيرغر، فإن أكثر الحسابات نشاطا على تويتر "تعمل بطريقة منسقة لنشر رسالة داعش، وتبعث تغريدات بروابط لمواد دعائية وأوسام (هاشتاغ) لداعش بسرعة غير طبيعية، ما يتسبب في وضعها على قمة نتائج البحث، وهو ما يؤدي إلى تجميع هذا المحتوى من قبل أطراف ثالثة".
كما أن عناصر الدولة الإسلامية يستخدمون حسابات "تويتر آلية" ترسل محتوى بشكل تلقائي، لنشر رسالتهم.
وأجريت الدراسة لحساب "غوغل ايدياز"، ومن المقرر نشرها في آذار/ مارس المقبل.