أطل الأمين العام لحزب الله
اللبناني حسن نصر الله مجدداً على جمهوره للحديث عن مختلف الملفات الداخلية والخارجية، ولكن هذه المرة ركز الحديث على تداعيات اغتيال الاحتلال لعدد من قيادييه وعناصره في مدينة القنيطرة بالجولان السوري المحتل.
وتنوعت الرسائل التي أطلقها نصر الله في خطابه الذي جاء في حفل أقامه الحزب بالضاحية الجنوبية لبيروت "تكريماً لشهداء القنيطرة"، حيث خاطب الاحتلال وقادته على خلفية العملية الأخيرة في شبعا، كما لم يفوت الفرصة لتوجيه الرسائل المتعلقة بمشاركة الحزب في القتال إلى جانب النظام السوري.
النصرة جيش لحد سوري
وانتهز نصر الله الفرصة لتجديد الهجوم على فصائل المعارضة السورية المسلحة كما اعتاد في خطاباته الأخيرة، حيث اتهم الجماعات المسلحة التي تقاتل النظام السوري بأنها تتلقى الدعم من الكيان الاسرائيلي و"تكمل ما يقوم به
الإسرائيلي.
وأشار نصر الله إلى أنه"يوجد الآلاف من مقاتلي جبهة النصرة ومعهم كل أنواع الأسلحة ولديهم ثكنات ومواقع عسكرية"، متسائلاً ومجيباً في اللحظة ذاتها: "لكن من هي جبهة النصرة؟ الفرع السوري لتنظيم القاعدة، التنظيم الموضوع على لوائح الإرهاب، الفرع السوري للقاعدة المصنف دولياً وعربياً بأنه إرهابي، له حضور عسكري ضخم ما بين الجيش السوري والشريط الشائك في الجولان".
ولفت إلى أن "نتنياهو لا يشعر بأي حرج، ويعالون لا يشعر بأي قلق من هذا الوجود، بل يقومون برعاية هذا الوجود وتغطيته جواً وفتح المستشفيات لهم ويتفقدون هؤلاء الجرحى".
كما اتهم نصر الله الكيان بأنه يستغل الحرب في
سوريا ويقدم دعماً لـ"الجماعات التكفيرية" على حد وصفه، واعتبرها "خصوصاً تلك الموجودة في الجولان" بأنها، "حليف طبيعي للإسرائيلي وهي جيش لحد جديد رفع الراية الإسلامية".
وتطرق نصر الله في خطابه إلى الأوضاع في الدول العربية، مهاجماً بشدة جامعة الدول العربية ودورها تجاه القضايا العربية، ورأى أن "إسرائيل مستفيدة من غياب الدول العربية وخصوصاً ما يسمّى جامعة الدول العربية وانعدام القرار العربي المستقل".
اغتيال القنيطرة
وتناول نصر الله بالتفصيل عملية اغتيال عدد من قيادييه وعناصره في مدينة القنيطرة السورية بالجولان المحتل، وقال إن ما حصل هو "امتزاج للدم اللبناني والإيراني على الأرض السورية، وتعبير عن وحدة المصير التي أدخلتنا زمن الانتصارات"، مشيراً إلى أن "محور المقاومة على امتداد المنطقة يواجه إسرائيل".
وأضاف: "يوم الأحد استهدفت مروحيات إسرائيلية سيارتين مدنيتين، كانت تقل 7 أشخاص كانوا يقومون بزيارة تفقدية للقنيطرة، ويُقال إن قرار استهداف مجموعة القنيطرة اتخذ مسبقاً في المجلس الأمني المصغّر وعلم به رئيس المعارضة ونفذ عن سابق تصور وتصميم"؟
وتابع: "إننا أمام عملية اغتيال واضحة وعلنية أشبهها تماماً بعملية اغتيال الأمين العام السابق للحزب عباس الموسوي وعائلته".
ورداً على المشككين برواية الاغتيال وبأن قتلى الحزب ربما سقطوا في سوريا خلال قتالهم إلى جانب النظام السوري، أكد نصر الله أن قتلى الحزب سقطوا بعملية اغتيال إسرائيلية، مضيفاً في الوقت ذاته أن الحزب يقاتل في سوريا، ويسقط له قتلى خلال المعارك، قائلاً:"نفتخر بالشهداء الذين يسقطون في سوريا، ولا نخفي ذلك ونعتبرهم شهداء طريق القدس في سوريا".
الرد في شبعا
وتحدث نصرالله عن عملية شبعا التي نفذها الحزب رداً على اغتيال عناصره في القنيطرة، وقال إنه "من الساعات الأولى كان لدينا وضوح شديد بأنه يجب أن نرد، ولم يكن لدينا أي تردد في ذلك، ويجب أن يعاقب العدو على جريمته، ويجب وضع حد لهذا التمادي الصهيوني في القتل والعدوان، وأن الأمر يستحق التضحية ولو ذهبت الأمور إلى النهايات".
وأضاف:"حددنا منطقة العمليات وما هي العملية وما هي الخيارات، وبنينا على أسوأ الاحتمالات، ذهبنا إلى العملية ونحن جاهزون لاسوأ الاحتمالات، وهذا ما فهمه الإسرائيلي منذ ما قبل يوم الأربعاء، أن من يطلق النار في هذه للحظة مستعد ليذهب إلى ما هو أبعد من المتوقع".
ولفت إلى أن نتيجة العملية كانت أن "قُتلنا في وضح النهار فقتلناهم في وضح النهار، سيارتان مقابلهما سيارتان وحبة مسك، قتلى وجرحى مقابلهم شهداء، صواريخ مقابلهم صواريخ".
وتوعد نصر الله الكيان الإسرائيلي يمزيد من الردود رداً على عملية القنيطرة، وقال: "بعد عملية شهداء القنيطرة، أريد أن أكون واضحاً، إننا في المقاومة لم يعد يعنينا أي شيء اسمه قواعد اشتباك ولا في مواجهة العدوان والاغتيال، ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين، ومن حقنا الشرعي والقانوني أن نواجه العدوان أياً كان هذا العدوان في أي زمان ومكان".
يذكر أن خطاب نصر الله تزامن مع إطلاق نار كثيف سمع في أرجاء العاصمة بيروت، بينما قال شهود عيان لـ"عربي21" إن مناصرين للحزب أطلقوا قذائف الآر بي جي في محيط الضاحية الجنوبية ابتهاجاً بالخطاب وما جاء فيه من مضامين.