تقول الأردنية ميّ الفرّا، إن إرضاعها لطفلها يقرّبها منه ويشعرها بأنه يقوّي مناعته، ويجعل بنيته الجسمية قوية. أما أختها سارة فتلجأ للحليب الاصطناعي ظنّا منها أنه أفضل لطفلها.
هذا التباين يعكس رؤية أمهات اليوم لمسألة
الرضاعة الطبيعية.
لكن الدراسات العلمية بينت أن الرضاعة الطبيعية ليست مهمة وضرورية لصحة
الطفل الوليد فقط، بل إنها مهمة للأم أيضا، وهي من أقدم وأنجح وسائل منع الحمل الطبيعية. وقد أثبتت الأبحاث أنها توفر السعادة للأم وهي تعمل على إشباع غريزة وعاطفة الأمومة لديها.
يقول أخصائي
التغذية الأردني إبراهيم الزق، إن "الرضاعة الطبيعية تقيم رابطة قوية من الحب والمودة والعطف والحنان بين الأم وطفلها، كما أنها تحسن الحالة النفسية للأم".
ومن فوائدها أيضا أنها "تقلل من خطر النزيف بعد الولادة، وتحفز عودة الرحم لوضعه الطبيعي، وتعمل كمانع حمل طبيعي حيث إنها تزيد من فترة عدم الإباضة بعد الولادة، وتقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، كما أنها تساعد الأم على تخفيف الوزن بشرط اتباع البرنامج المناسب وتوفر فترة راحة يومية"، بحسب الزق.
الطفل والرضاعة
وبيّن الزق أهمية حليب الأم للطفل، إذ إنه قال إن "
الحليب الطبيعي للإنسان وتركيبته الغذائية تعلو أي صنف آخر، فهو آمن من ناحية بكتيرية وطازج دائما، ويحفز جهاز المناعة لدى الطفل وبالتالي فإنه يوفر له الحماية من الأمراض، كما أنه يحفز التطور السليم للفكين والأسنان ومخارج الحروف، ويقلل احتمالية الإصابة بسمنة الأطفال".
تغذية الأم
ومن المهم تناول غذاء صحي متوازن ومتنوع خلال فترتي الحمل والرضاعة، من أجل تلبية حاجات الجسم لجميع العناصر الغذائية.
وأضاف الزق أن "تغذية الأم المُرضع لها أهمية كبيرة في المحافظة على صحتها وصحة طفلها، وقد وجد أن سوء تغذية المُرضع أو نقص العناصر الغذائية يؤثر بشكل ملحوظ على كمية الحليب ونوعيته".
ولفت الزق إلى أن "تناول سبع حبات من التمر وكمية من الماء والسوائل بمعدل ثلاثة لترات يوميا، يساعد على زيادة إفراز الحليب. ويفضل تناول الأغذية المحتوية على الكالسيوم مثل الحليب والألبان ومشتقاتها والبيض، إلى جانب تعريض الأم نفسها وطفلها لأشعة الشمس يوميا" .
وحذّر الزق من "الإكثار من تناول المشروبات المحتوية على المواد المنبهة، مثل الشاي والقهوة والكاكاو والمشروبات الغازية، وذلك لانتقال أثر هذه المواد إلى حليب الأم وتأثيرها السلبي على الطفل". وحذر كذلك من "تدخين السجائر والأرجيلة، وتعاطي الكحول والمسكرات، لحرمتها وثبات ضررها على الأم والطفل".
نقص التغذية
وقال الزق لـ"عربي21" إن أعراض نقص التغذية تظهر في "تساقط الشعر وألم الأسنان والشحوب في الوجه والإعياء والكسل العام. لذا، فإن على الأم عدم تناول أي أدوية أو علاجات إلا بعد مراجعة الطبيب المختص لإجراء اللازم، وإن عليها مراجعة اختصاصي التغذية لتعديل نظامها الغذائي".
وزن الأم
وأشار الزق إلى أن الأم المرضع يمكنها خلال فترة الرضاعة الطبيعية أن تفقد ما كسبته من وزن خلال الحمل وبشكل سهل، من خلال "تجنب تناول الأغذية عالية الطاقة كالحلويات والزيوت، ضمن برنامج متوازن دون أن يؤثر ذلك على كمية الحليب ونوعيته".