اتهم النائب البريطاني عن حزب "ريسبكت/ احترام"، جورج
غالاوي، هيئة الإذاعة البريطانية "بنصب شرك" له بمشاركته في برنامجها المعروف "كوسشين تايمز/ وقت السؤال"، الذي يبث كل يوم خميس، وكان موضوعه "تصاعد العداء للسامية في بريطانيا".
وتقول صحيفة "الغارديان" إن النائب عن منطقة ويست برادفورد، تعرض للإساءة من المشاركين، الذين تعالت أصواتهم وقاطعوه وهو يتحدث بسبب مواقفه من إسرائيل.
ويبين التقرير أن بعض المشاركين قالوا له: "أنت غير مرحب بك هنا"، وطالبوه بالخروج، ما دفع مقدم البرنامج ديفيد ديمبلي للدعوة إلى الهدوء أكثر من مرة خلال البرنامج، حيث خرج المشاركون عن أدبهم، واتهموا النائب العمالي السابق باتهامات ظالمة، وقال أحدهم له إنك "مثير للاشمئزاز".
وتورد الصحيفة أن غالاوي قال في البرنامج إن الملايين الذي خرجوا في لندن يطالبون بحرية التعبير بعد هجمات "شارلي إيبدو" في باريس، يحاولون حرمان نائب في البرلمان من حرية التعبير في هيئة الإذاعة البريطانية.
وكان النائب قد تعرض لهجوم أصابه بكسور عظمية في وجهه ويديه. وكشف في البرنامج عن أنه تعرض لأربع محاولات اعتداء في الأشهر الأخيرة.
وتذكر الصحيفة أن النائب اتهم "بي بي سي" بالتآمر عليه، مشيرا إلى أن مقدم البرنامج ديمبلي اعتذر له في نهاية الحلقة، ولكنه قال إن ما حدث يعد شركا نصبته له بي بي سي، وأضاف: "عبر الكثير من الناس عن عدم رضاهم عن البرنامج، ولكن ما جرى يعبر عن شرك نصب لي".
وتفيد "الغارديان" بأن غالاوي انتقد مقدم البرنامج، ورأى أنه فشل في إدارته، وقال: "كانت إدارة البرنامج ضعيفة من رجل احترمه، ولكنه نفسه كان نهبا للمشاركين، وأظهر المعارضة بطريقة سيئة، ولا أعرف من قدم لهم النصيحة".
ويشير التقرير إلى أن غالاوي عدّ الشتائم التي تعرض لها "تشويها للسمعة، ولم تكن عن السؤال الذي طرح، ولم يكن السؤال الذي طلب من المشاركين طرحه لأعضاء اللجنة ". وقال إن من طرح السؤال "أضاف إليه كلامه الخاص، وكان على ديفيد ديمبلي إيقافه وطرح السؤال كما هو، خاصة أنه برنامج لا يبث على الهواء مباشرة".
وقال غالاوي: "اعتذر لي ديمبلي بعد ذلك عن الرجل الذي أضاف كلاما للسؤال، ولكن كان عليه أن يوضح للجمهور مباشرة أن هناك حيلة تمت، ولا ينتظر حتى نهاية البرنامج".
وتلفت الصحيفة إلى أن غالاوي عدّ تحميله مسؤولية تصاعد العداء للسامية أمرا مثيرا للضحك، ويقول: "أن تتهم عضوا في البرلمان منذ 27 عاما، وتحمله مسؤولية تصاعد العداء للسامية، أمر يدعو إلى الضحك".
ويوضح التقرير أن غالاوي انتقد طريقة اختيار المشاركين، حيث قال إنه لم يكن من بينهم مسلم واحد، على الرغم من وجود الكثيرين منهم ممن يعيشون في أحياء شمال لندن، التي يتركز فيها
اليهود. وحيث تم تسجيل البرنامج. وقال غالاوي: "لم يكن هناك مسلم واحد من بين الحضور، رغم أن 500 ألف مسلم يعيشون في منطقتي الانتخابية".
وانتقد غالاوي زميله المشارك في منبر الحوار أمام الجمهور، الصحافي في "الغارديان" جوناثان فريدلاند، واتهمه بإشعال النار، ولهذا السبب فلن يسامحه أبدا على فعلته، ووصف فريدلاند بالقول: "كان القائد العام للاتهام، وهو الذي أشعل الحريق في الورقة، وبعد ذلك جلس بطريقة متعجرفة، ولهذا فلن أسامحه أبدا"، بحسب الصحيفة.
وأضاف غالاوي "أي هجوم يتخذ طابعا معاديا للسامية يعد عملا حقيرا، ولكن الهجمات على المساجد هي عشرة أضعاف ما حدث لليهود. ويزعم فريدلاند أن هناك ألف هجوم على اليهود، وهي في الحقيقة لا تتجاوز 84 هجوما".
وتابع غالاوي: "الانطباع الذي أعطي هو أن هناك أشخاصا يتجولون في أنحاء بريطانيا يبحثون عن اليهود للهجوم عليهم، ولكن الحقيقة أن هناك أعدادا أكثر تتجول في بريطانيا تبحث عن المسلمين".
وتبين الصحيفة أن فريدلاند دافع عن موقفه وقال: "بالتأكيد لم أكن المتهم الأول لجورج غالاوي، وما قمت به ببساطة هو الإشارة إلى أنه أشعل موضوعا متوترا، من خلال تقديم اتهامات باطلة، وهي نقطة لم يرد عليها غالاوي. وأنا نفسي أشعر بالخيبة من الطريقة التي تصرف بها بعض الحضور، وكنت أرغب منهم باحترام حق غالاوي بتقديم رؤيته".
ودافع فريدلاند عن نفسه قائلا: "لم أجلس بطريقة متعجرفة، كنت أود الحديث مرة أخرى، لكنني لم أعط الفرصة، ولو أعطيت لأعدت موقفي الشاجب للإسلاموفوبيا، ولشجبت بعض المواقف التي بدت من بعض الحضور. وعن الأرقام، فقد أظهر تقرير لجنة حماية المجتمع أن 1168 اعتداءً حدث العام الماضي، وهو أعلى رقم يسجل إلى الآن. وفي النهاية لا يتنافس المسلمون واليهود فيمن تعرض منهم للهجوم أكثر، وهي منافسة لا يريد أي منهما الفوز بها".
ويشير التقرير إلى أن بيان "بي بي سي" جاء فيه: "نشعر بالرضا عن البرنامج، وقد أدير بعدل وبطريقة مناسبة".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى ما أورده بيان "بي بي سي" بأنه "في كل أسبوع يهدف برنامج (كوسيشن تايمز) لتقديم حضور يعكس التكوين الإثني للمنطقة، التي يتم التصوير فيها، وكذلك تقديم توازن سياسي، وحضور هذا الأسبوع لم يكن مختلفا، وشمل أشخاصا يمثلون الأديان كلها".