ذكرت وكالة انباء أسوشييتد برس الأمريكية أن 844 فلسطينيا قتلوا نتيجة
الغارات الجوية
الإسرائيلية على
غزة، في الحرب التي شنتها على حركة
حماس.
وفي تحقيق مفصل نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، قالت الوكالة إن البيوت تعد في أعراف الحرب مناطق محمية، إلا إذا استخدمت لأغراض عسكرية.
وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل تقول إنها استهدفت البيوت لأن المقاتلين اختبأوا بها، وحولوها إلى مراكز للقيادة، لكن الفلسطينيين يقولون إن المقاتلات الإسرائيلية ضربت البيوت دون أن تأخذ بعين الاعتبار وجود السكان المدنيين المقيمين فيها.
ويظهر التقرير أن الوكالة قد فحصت 247 عملية قصف على البيوت، وقامت بمقابلة وزيارة المواقع التي تعرضت للهجمات، وجمعت إحصاءات عن القتلى. وتوصل التحقيق إلى أن 508 من القتلى، أي نسبة 60%، كانوا من الأطفال والنساء والكبار في العمر، وكلهم يعدون مدنيين.
وتورد الصحيفة أن حركة حماس تقول إنها لم تستخدم نساء للقتال في الحرب. وأكدت منظمات بحث إسرائيلية، تقوم بمتابعة نشاط الحركة، أنها لم تعثر على أدلة عن مشاركة النساء في العمليات القتالية.
ويظهر إحصاء الوكالة الإخبارية أن:
- عدد الأطفال والفتيان دون سن الـ 16 كانوا 280 أي ثلث الضحايا. وبينهم 19 رضيعا، و108 كانوا من الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة بعد، وتتراوح أعمارهم من العام إلى خمسة أعوام.
- في 83 غارة جوية قتل ثلاثة أفراد أو أكثر من العائلة ذاتها.
- 96 شخصا من بين الذين قتلوا، تأكد أنهم كانوا مقاتلين، أي نسبة 11% من الرقم الإجمالي، مع أن العدد قد يكون أكبر؛ لأن الحركات المقاتلة لم تصدر أرقاما حول ضحاياها.
- بقية القتلى كانوا من الرجال الذين تتراوح أعمارهم من 16-59 عاما، وعددهم 240 شخصا.
وتبين الصحيفة أن هذا التحليل يعد الأوسع والأدق، حيث ترفض إسرائيل والجماعات المقاتلة نشر أرقام عن حصيلة الضحايا. وقامت الوكالة بمتابعة وفحص المواقع التي تعرضت لغارات جوية كلها، مع أن بعض الغارات لم يشهدها أحد.
وتقول الوكالة إن مقتل المدنيين أصبح محلا للنقاش حول ما جرى في الحرب التي مضى عليها 50 يوما، والتي تعد ثالث حرب مدمرة يشهدها القطاع منذ عام 2008.
ويلفت التقرير إلى أن الحرب بدأت في تموز/ يوليو، بعد أشهر من التوتر واختطاف إسرائيليين في الضفة الغربية. وتقول إسرائيل إنها حاولت تجنب قتل المدنيين. وقد قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون: "موقفنا واضح، لم ترتكب إسرائيل جرائم حرب".
وتستدرك الصحيفة بأن الفلسطينيين يقولون إن إسرائيل هاجمت غزة وقصفتها بطريقة لم تميز فيها بين المقاتلين والمدنيين.
وينقل التقرير عن المتحدثة باسم الفلسطينيين، حنان عشراوي، قولها: "إما أن جيشهم الأسوأ في العالم، ولا يصيب أهدافه ويقتل المدنيين، أو أنهم يقتلون المدنيين عن قصد".
وتفيد الصحيفة بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان قد طلب من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الحرب، وهو تحرك قد يقود إلى محاكمة أشخاص من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
ويوضح التقرير أن خبراء في القانون الدولي يرون أن وجود عدد كبير من القتلى في الحرب لا يعني ارتكاب جرائم حرب، وأنه يجب التحقيق في كل غارة على حدة.
وتنقل "واشنطن بوست" عن البروفيسور في القانون في جامعة هارفارد أليكس ويتينغ، قوله إنه بالتأكيد أن العدد الكبير من القتلى "يرفع العلم الأحمر، ويظهر الحاجة إلى مزيد من التحقيقات".
ويذكر التقرير أن إسرائيل رفضت الكشف عن عدد الغارات التي استهدفت فيها بيوتا في خمسة آلاف غارة شنتها على القطاع أثناء الحرب. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر، معلقا على تحقيق الوكالة، إنه لا يمكن التوصل إلى نتيجة قاطعة من خلال فحص عدد قليل من الغارات.
وبحسب الأرقام الأولية التي نشرتها الأمم المتحدة، فقد قتل 1483 فلسطينيا في الحرب، أي نسبة 66% من مجمل الضحايا، وعددهم 2205 أشخاص.
وتكشف الصحيفة عن أن مقاتلي حماس أطلقوا 4300 صاروخ على مدن وبلدات إسرائيلية، أدت إلى تشريد عشرات الآلاف، وقتلت خمسة مدنيين.
ويبين التقرير أن الجماعات المقاتلة لم تصدر إحصاءات عن عدد قتلاها، لكن إسرائيل تقول إنها قتلت 890 مقاتلا، بينهم 590 من حركة حماس، و200 من حركة الجهاد الإسلامي، و100 من الحركات الأخرى، ولم تقل إسرائيل كم قتل منهم في الغارات على البيوت.
وتورد الصحيفة تصريح مسؤول في حماس بأن عدد القتلى في صفوف المقاتلين بلغ ،400 مقاتل، ومعظمهم قتل في ساحات المعارك، وعدد قليل جدا منهم قتل بسبب الغارات على البيوت. واعترفت حركة الجهاد الإسلامي بمقتل 135 من مقاتليها.
ويلفت التقرير إلى أن الوكالة استفادت في تحقيقها من نتائج أبحاث قام بها مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، ومنظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية.
وتذكر الصحيفة أن الوكالة بدأت تحقيقها في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث زار مراسلوها غالبية البيوت التي تعرضت للغارات، وقابلوا ناجين من أهاليها، وجمعوا المئات من شهادات الوفاة.
وينقل التقرير عن روفين إرليتش، الذي يدير مركز "مائير أميت" للمعلومات الأمنية والإرهاب، ويجمع معلومات عن قتلى الحركات الفلسطينية، قوله إنه لم يشاهد أدلة عن مشاركة المرأة في القتال.
وعلق إرليتش على أرقام الوكالة، متسائلا عن مصداقية الشهود في غزة، حيث قال إن الخبراء العسكريين هم الذين يستطيعون تحديد ما أحدثته الغارات.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن أسوأ الغارات قد حدثت في يوم عيد الفطر الساعة 7:30 صباحا في 29 تموز/ يوليو، عندما ضربت المقاتلات الإسرائيلية عمارتين في خان يونس، ما أدى إلى مقتل 33 شخصا من أربع عائلات وفتاة من بيت قريب.