كيف يمكن لأي إنسان أن يطاوعه قلبه على قتل ضياء و يسر ورزان، هذا الشباب الصغير الجميل المسالم، الذي تتسم ملامحه بكل هذه السماحة والبراءة والطفولة؟ كيف يمكن أن تعميه الكراهية إلى هذا الحد؟
ربما يكون لدينا نحن، ألف سبب لكراهية الغرب، الذي استعمرنا وتعالى علينا لما يزيد عن قرنين، ولكن ما هي أسبابهم لكراهيتنا كل هذه الكره؟
لا يعقل أن تتسبب وقائع متفرقة ونادرة مثل "شارلي إيبدو" ومثيلاتها، في زرع كل هذه الكراهية ضد مئات الملايين من العرب والمسلمين على مستوى العالم، وإنما لابد أن يكمن وراء ذلك، خطاب كراهية منهجي وموجه، من القوى الفاعلة في الغرب بمؤسساتها الحاكمة ومنابرها الإعلامية ومصالحها الاقتصادية وهويتها الثقافية وانحيازاتها الصهيونية.
فرغم أنهم يدَّعون طول الوقت، أن حملاتهم تستهدف المتطرفين والإرهابيين فقط، إلا أن الحقيقة هي أنهم في أعماقهم لا يفرقون بين الإسلام والإرهاب، ويضعونهما معا في كفة واحدة.
والرأي العام في الغرب، ليس لديه الوقت أو الرغبة أو الاهتمام أو الثقافة أو الوعي، الذي يحفزه على البحث والدراسة والتحليل للتفرقة والتمييز بين الحقائق والأكاذيب فيما يتلقاه من خطابات سياسية وإعلامية، فنحن لديهم سواء، تماما مثلما يحدث عندنا حين ينظر كثيرون منا للغرب على أنه شيء واحد.
وفيما يلي بعض المقتطفات المختارة والمشهورة من "خطاب الكراهية" المتداول في المجتمعات الغربية، والذي يشكل المرجعية والوعي الظاهر أو الباطن لدى مرتكبي أعمال القتل والإرهاب والاعتداء على مواطنينا هناك.
***
مقتطفات من أقوال المتهم الألماني "أليكس فينز" في التحقيقات، التي خضع لها عام 2008، بشأن سب مروة الشربيني:
((الكل يعلم أن الإسلام دين خطير، ومجنون ويعتقد أتباعه أن "غير الإسلاميين" ليسوا ببشر حقيقيين، وأنه يجب إما إبادتهم أو إقناعهم بدخول الإسلام ...
إن الإسلاميين المقيمين بألمانيا، لا يريدون قبول البلد وثقافتها كما هي فقط، بل يريدون بكل جهد وإصرار تغييرها، وفقا لذوقهم وتخيلاتهم الدينية المجنونة بدلا من أن يتأقلموا على البلد..
لا بد أن تتفهموا، لماذا أرى المسلمين أعداء، وأحاول بقدر المستطاع ألا يكون لي أي اتصال بهم، وإذا حاولوا الاقتراب مني، رغم تحذيرى لهم، أصبح بسرعة عصبيا، لأنه لا أحد في العالم يستطيع أن يأمرني، بأن أتحمل العدو بقربي.
فى بادئ الأمر لم أرد أي تصادم مع هذه الإسلامية، ولكنها كانت مُصرة، وهذا يثبت مرة أخرى أنها ـ مثلها مثل الإسلاميين الآخرين ـ بلهاء تماما.
ولكي أقول الحقيقة، فيجب علىَّ القول إن جنون الإسلاميين ليس نابعا فقط من الديانة، ولكنه ناتج في المقام الأول من العرق نفسه، وإلا كانت ثقافتهم تطورت بأسلوب آخر.
قمتم بتوجيه التهمة إليّ لأنني قلت إن ألمانيا "لا تحتاج إلى الإسلاميين"، أليست هذه هي الحقيقة؟
الذى يقول إن ألمانيا ستقع بدون الإسلاميين فهو بكل تأكيد إما خائن أو إسلامي.
إن هذه السيدة، التي اتهمتموني بأنني قمت بسبها، كانت ترتدي مظاهر الخضوع التام للدين وللثقافة وللرجال و"للإله الشيطان"، لأنها ترتدي غطاء الرأس، وبهذا أهانت ألمانيا، وتاريخها وثقافتها، وبالتالي أهانتني. أليس من الجنون أن تمنع المرأة، من أن تظهر شعرها للعامة؟ وهذا يحدث أيضا بدون رضاها.
هذا هو الهدم البطيء اليومي لثقافة هذا البلد، لأن أطفالنا يرونها ويعتادون على مشهدها ويتقبلونه..
إننى ضحية لهذا الشعور الألماني بالذنب أمام التاريخ، وضحية محاولة السياسيين غير المفهومة لإرضاء الأجانب على حساب الألمان..))..
***
((الذى يتحمل مسؤولية جريمة قتل مروة الشربيني هو وسائل الإعلام وهجومها على العرب بعد 11 سبتمبر)).. من دفاع "فايكو بارتل" محامي المتهم الألماني.
***
مقتطفات من الخطاب التحريضي للمذيعة الأمريكية "جينين بيرو" في محطة فوكس نيوز الأمريكية:
((لا بد أن نقتلهم، لا بد أن نقتلهم، هؤلاء المسلمين الإرهابيين الراديكاليين الذين يريدون قتلنا..
المسلمون المتطرفون حرصوا على قتلنا. أنت في خطر وأنا في خطر. نحن في حرب وهذا لن يتوقف أبدا..
أوقفوا هذا الهراء من المفاوضات معهم. لا يمكن التفاوض. لا يمكن التوسط. لا يمكن المساومة. لا يمكن حتى استخدام العقل مع هؤلاء..
هناك حملة عكسية على المسيحيين لإبادتهم ..
دمر مكتب التحقيقات الفيدرالي عشرات الآلاف من الوثائق التي اعتبرها تسيء للإسلام. وكالة المخابرات المركزية تزيل كلمة "الإسلامية" قبل إرهابي... هل نحن بلداء ؟
هم يدعون للقتل مصحوبا بـ "الله أكبر". هذا الإستسلام ليس أكثر من استجابة جبن إلى الخوف من إرهاب المتعصبين. هذه الاستقامة السياسية ستقتلنا...
هم يمكنهم قتلنا، ولكننا لا يمكن أن نؤذي مشاعرهم ؟!!
ستكون هناك جهود لوضع حدود لنا، التعديل الأول، حرية التعبير لدينا، والامتثال لقوانين شريعة التكفير التي تدعو إلى الموت لأولئك الذين يتطاولون على النبي "محمد"...
كان رد حكومتنا على تهديد الإرهاب هو أن يكون هناك حوار ديني، في محاولة للفهم والتعاطف مع عدونا. وعندما يريدون إخراسنا، يقولون عنا إسلاموفوبيا..
هذه الجماعات الإسلامية مثل "كير" و"أمة الإسلام" في مجتمعنا، إلى الدرجة التي تم فيها دعوة المسلمين للعبادة في الكاتدرائية الوطنية في واشنطن!!
نحن نضع هذه السياسة المنقطعة النظير عن الواقع تماما، والتي لا تفيد بشيء، ولكن نساعد عدونا ليدمرنا...
فلقد تم غزونا عن طريق الهجرة، و من خلال الحوار بين الأديان..
ذكر رئيس وزراء فرنسا، قبل بضع ساعات أن بلاده في حالة حرب مع "الإسلام الراديكالي. فلماذا لا يمكن لرئيسنا حتى أن يقول عبارة "الإسلام الراديكالي" أو "الإسلاميين الإرهابيين"...؟
لقد عانينا من هؤلاء الإرهابيين المتعصبين، وقتل الآلاف من الأبرياء على أيديهم في الهجوم على برج التجارة العالمي، وتنزانيا، وفورنت فورهود، وبنغازي...
هذا السرطان الإسلامي منتشر في جميع أنحاء العالم، بوكو حرام في نيجيريا، حركة الشباب في ليبيا، القاعدة وداعش، وكما أنه يمر عبر أوروبا فإنه يتوجه في طريقه إلينا...
أجدادنا قدموا لنا كل شيء؛ ثرواتهم و أسرهم و حياتهم لتشكيل حكومة حيث كانت حرية التعبير وحرية الدين مقدستين، وهذا الإستسلام وهذا الرفض، هو إهانة لأبي وجدي ولجميع من خدموا في القوات المسلحة، الذين قاتلوا لحماية ما هو مقدس لدى كل أمريكي...
لقد حان الوقت لإنهاء هذا)).
***
من حديث " مبتذل" لخبير دراسة الإسلام المتطرف، ستيف إيمرسون، في لقاء مع قناة فوكس نيوز:
((في المملكة المتحدة توجد مدن كاملة وليس فقط بعض الأحياء، لا يستطيع غير المسلمين دخولها، مثل مدينة برمنغهام بالكامل، بل إن الأمر أسوأ من ذلك، فهناك الشرطة المسلمة والتي تقوم بالاعتداء وضرب أي شخص لا يرتدي الزي الإسلامي في المدينة..))..
***
من خطاب باراك أوباما في الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة:
((إن هناك موضوعا واحدا يهدد بإطلاق دائرة صراع يمكن أن يخرج التقدم عن مساره، إنه سرطان التطرّف العنيف الذي اجتاح الكثير جدًا من مناطق العالم الإسلامي...
لا يوجد رب يمكن أن يغفر هذا الرعب. ولا توجد مظلمة يمكن أن تبرّر هذه الأعمال. ولا يمكن أن يكون هناك أي تفاهم أو تفاوض مع هذا الضرب من الشر. واللغة الوحيدة التي يفهمها قتلة من هذا القبيل هي لغة القوة. لهذا، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستعمل مع تحالف عريض لتفكيك شبكة الموت هذه))..
***
من كلمة جون كيري في مجلس الأمن في إطار الحشد للتحالف الأمريكي في العراق:
((هناك دور لكل دولة تقريبا.. في الحرب ضد التهديد الجهادي..
حان الوقت لوضع حد لمجموعة بلغ تطرفها ضد التطور إلى حد أنها منعت الرياضيات والدراسات الاجتماعية في المدارس..
حان الوقت لنضع حدا لخطابات المتطرفين الذين يقنعون شبانا بالانضمام إلى هذه المجموعات الإرهابية وبارتكاب أعمال وحشية جماعية باسم الله..))..