تشكل حرب
الأنفاق واحدة من أهم جوانب المعركة الدائرة في
داريا في
الغوطة الغربية في ريف دمشق، بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام السوري التي فشلت في اقتحام المدينة رغم حصارها منذ سنتين.
وقد عمد النظام في بداية معارك داريا أواخر عام 2012 إلى اتباع أسلوب الحرب التقليدية، حيث حشد النظام الآلاف من قوات النخبة لديه، معززة بالآليات الثقيلة إلى جانب القصف الجوي، في محاولة لاقتحام المدينة، وبدأ الهجوم من ثلاث جبهات (الشمالية والشرقية والجنوبية )، في حين لجأ الجيش الحر للتوحد تحت قيادة مركزية أطلق عليها اسم "لواء شهداء الإسلام" التي باتت تصدر الأوامر وتنظم الجبهات وتسعى لتأمين حاجيات المعركة من ذخيرة ومقاتلين والتنسيق مع محيط المدينة وطلب المؤازرات.
وقد تسببت هذه المعارك بخسارة النظام لمئات من جنوده، وحين أدرك أنه لن يتمكن من اقتحام المدينة بالطريقة التقليدية، اتبع أسلوب الأنفاق للتسلل إليها، لكن الجيش الحر كان واعياً لذلك، وتصدى لقوات النظام عبر حفر أنفاق مضادة، وقد تركزت حرب الأنفاق بين الجانبين في الجهة الشمالية من المدينة.
وأفاد أبو عارف، قائد كتيبة في لواء شهداء الإسلام، بأنهم اكتشفوا عدداً كبيراً من الأنفاق حفرها النظام للتسلل للمدينة وتم تفجيرها جميعاً، مشيراً إلى أنه تم أسر عدد من جنود النظام وقتلهم من خلال الوصول إليهم داخل تلك الأنفاق.
ويتّبع الجيش الحر أسلوب حرب الشوارع من خلال التمركز الجيد للقناصات والقواذف المضادة للدروع، في مواجهة محاولات اقتحام النظام، وقد تمكن في كثير من الأحيان من الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، بحسب ما أفاد قادة ميدانيون.
تجدر الإشارة إلى أن قوات النظام السوري كانت قد اقتحمت داريا صيف 2012، وارتكبت فيها مجزرة راح ضحيتها العشرات من المدنيين.