قال المحلل السياسي الليبي، صلاح
البكوش، إن القصف
المصري الذي طال مواقع في درنة الليبية ليس جديدا، وإنه جزء من مخطط مصري لاجتياح
ليبيا وتقسيمها، وتعيين حكومة موالية لمصر، يتم توظيفها لتجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي تمر بها.
وقلل البكوش من أهمية الضربات الجوية المصرية على ليبيا ومدى تأثيرها على قدرات قوات "فجر ليبيا"، أو تغيير موازين القوى داخليا.
وقال: "لا توجد أهداف عسكرية واضحة للطائرات المصرية في ليبيا، ولا للتحالف الدولي الذي يجري الإعداد له، ربما تعطي الضربات الجوية في الشرق فرصة لحفتر ليتقدم على الأرض، لكنها لن تؤدي لإسقاط حكومة الإنقاذ في طرابلس ولا تغيير الوضع فيه".
وذكر البكوش أن هناك أنباء متزايدة عن دخول مدرعات مصرية إلى شرق ليبيا، وقال: "ربما تسعى هذه القوات المصرية إلى احتلال بنغازي، وربما تنصيب حكومة ليبية موالية للانقلاب في مصر، وربما يحدث التقسيم الفعلي لليبيا"، على حد رأيه.
واستبعد البكوش أن توافق
الجزائر على
تدخل عسكري مصري مباشر في ليبيا، وقال: "الجزائر ستستمر في العمل من خلال القنوات الخلفية من أجل دعم الحل السياسي، وأعتقد أن الجزائر لن تسمح باحتلال مصري لليبيا".
وحول السيناريو المرتقب حدوثه في ليبيا، قال البكوش: "الواضح لجميع الأطراف الآن أن الثورة الليبية تواجه هجمة شرسة من عدة أطراف داخلية وإقليمية ودولية، والواضح أيضا أن حفتر لا يريد برلمان طبرق ولا حكومة الثني، وهو الآن يصر على مجلس عسكري وعلى تعطيل الإعلان الدستوري".
ويرى أنه من الواضح أن الحكومة المصرية اتخذت قرارها بإسقاط الثورة وتنصيب نظام موالٍ لها في الشرق الليبي، لحل مشكلاتها الداخلية، على حد تعبيره.
تبعات التدخل في ليبيا
من جانبه، رأى الخبير الأمني الجزائري كريم مولاي، أن الفيديو الذي تم نشره بشأن عملية قتل الأقباط المصريين في ليبيا هو جزء من سيناريو استخباراتي متعدد الأطراف، هدفه توجيه الرأي العام في شمال أفريقيا إلى عدو وصفه بـ"الهلامي والمصطنع"، بغية استئصال ما تبقى من رموز الثورات العربية في ليبيا، والتمكين لقيادات سياسية جديدة موالية للغرب عامة ولفرنسا تحديدا.
وأوضح مولاي أن عملية قتل الأقباط المصريين في ليبيا تتضمن العديد من الثغرات ونقاط الاستفهام، أولها يتعلق بأن هذه أول مرة يتم فيها اختطاف أقباط مصريين، على الرغم من أن ليبيا تعج بمئات المصريين من مختلف الجهات.
وثانيها، وفق مولاي، أن عملية الاختطاف جرت منذ أكثر من شهرين في مدينة سرت دون غيرها، وخلال هذه الفترة تمت تعبئة الإعلام وتهيئة المناخ لهذه النهاية، التي وصفها بـ"الدراماتيكيبة والمسرحية الهزلية"، التي قال إنها "حُبكت بامتياز"، من أجل توفير الغطاء السياسي والشعبي لكسب الشرعية الدولية للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا.
وأضاف أن "المتأمل والمتفحص لمسار الأحداث، سواء من خلال تاريخ اختطافهم الذي تجاوز الشهرين، أو من خلال نشر خبر قتلهم الخميس الماضي، ثم نشر الفيديو يوم الأحد، ويأتي بعد ذلك التحرك العسكري المصري وضرب أهداف مدنية في درنة يوم الاثنين، في محاولة لاستدراج السلطات الحاكمة في طرابلس إلى حرب مُعلنة، لن تكون بالتأكيد متكافئة بالنظر إلى اختلال ميزان القوى لصالح القوات المصرية المدعومة دوليا".
ورأى مولاي أن ما زاد من كشف الأهداف الحقيقية لما أسماه بـ"المسرحية الهزلية لإعدام الأقباط المصريين في ليبيا"، هو توقيع القاهرة وباريس الاثنين على صفقة سلاح يتم بموجبها تسليم مصر 24 طائرة رفال وبرقاطة بقيمة 5.2 مليار دولار، ستدفعها دولة الإمارات العربية المتحدة، والهدف واحد، وهو إجهاض التغيير في ليبيا، تحت يافطة الحرب على الإرهاب".
على صعيد آخر، أشار مولاي إلى أن ما قام به النظام المصري من ضرب أهداف مدنية في ليبيا يعدّ خرقا صريحا لما هو متفق عليه مع النظام الجزائري.
ولم يستبعد مولاي أن تتدخل الجزائر في ليبيا لحماية مصالحها ضد أي تغول مصري في المنطقة، ومنعا لأي سيناريو يهمش دور الجزائر في دول الساحل الأفريقي، على حد تعبيره.