قال وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري، إن "من المعتقد أن 20 ألف مقاتل أجنبي من 100 دولة؛ انضموا إلى
تنظيم الدولة منذ الصيف الماضي، وإن نصف هؤلاء المقاتلين من الشرق الأوسط".
جاء ذلك خلال كلمة كيري أمام اجتماع، عقد في وزارة الخارجية الأمريكية، على هامش مؤتمر "مكافحة العنف لدى المتطرفين"، المنعقد في البيت الأبيض"، وحمل عنوان "تبادل المعلومات لمواجهة التهديد الذي يشكله المقاتلون
الإرهابيون الأجانب".
وأضاف كيري، أن "نجاح التنظيم في جذب هذا العدد الكبير من المقاتلين خلال وقت قصير؛ يثير القلق"، مشيرا إلى رفع درجة تبادل المعلومات بين الولايات المتحدة وشركائها، في ما يتعلق بإجراءات الحد من مشاركة
المقاتلين الأجانب في الصراع، كما أنه لفت إلى أن وزارته ستزيد من الدعم الذي تقدمه للإنتربول بهذا الخصوص.
بدوره قال وزير الدفاع التركي "عصمت يلماظ" في كلمته أمام الاجتماع: "إن تحقيق نجاح حقيقي وطويل الأمد في التعامل مع مشكلة المقاتلين الأجانب؛ لن يتأتى إلا بانتهاء الصراع في سوريا، وتطبيق سياسات استشرافية بعيدة النظر".
وأشار يلماظ إلى أن تركيا أصدرت منذ عام 2011، قائمة بالأشخاص الممنوع دخولهم إلى تركيا للاشتباه في علاقتهم بالمجموعات "المتطرفة"، تضمنت في ذلك العام أسماء 300 شخص، ووصل عدد الأشخاص المدرجين في القائمة خلال العام الحالي إلى 10 آلاف شخص.
ولفت إلى ترحيل تركيا 1112 أجنبيا من أراضيها، منذ كانون الثاني/ يناير الماضي؛ بسبب الاشتباه في علاقاتهم بالمجموعات المتطرفة في سوريا والعراق.
وأضاف يلماظ: "عندما نحصل على معلومات استخباراتية في الوقت المناسب؛ فإنه حينئذ يمكننا التحرك على أساسها، نقوم بإيقاف هؤلاء الأشخاص أو ترحيلهم، إلا أن إعلان المسؤولين الأمريكيين حول وصول عدد المقاتلين الأجانب إلى 20 ألفا، يعني وجود فجوات في مشاركة المعلومات الاستخباراتية معنا".
ولفت يلماظ إلى استخدام المقاتلين الأجانب دول عبور أخرى بالإضافة إلى تركيا، وإلى كون تركيا والدول الأخرى المجاورة لسوريا هي المحطة الأخيرة في رحلة هؤلاء المقاتلين الذين يمر بعضهم بدولتين قبل وصولهم إلى تركيا، قائلا: "إن عدم منع هؤلاء الأشخاص من مغادرة بلدانهم، وعدم التعامل معهم في البلدان التي يمرون منها؛ يلقي بأعباء كبيرة على تركيا".
وقال يلماظ: "إنه تم إنشاء وحدة لتحليل المخاطر، تعمل في المطارات والمعابر الحدودية التركية، ضمن الإجراءات المتخذة ضد المقاتلين الأجانب"، مشيرا إلى منع السلطات التركية دخول 500 شخص إلى أراضيها، منذ نيسان/ إبريل الماضي، بناء على عمل تلك الوحدة.. مضيفا أنه يجري الآن في تركيا؛ إنشاء نظام يحتوي على بيانات المسافرين جوا.
وأكد يلماظ أن تركيا تنتظر من شركائها تعاونا مؤثرا في التوقيت المناسب، مضيفا أن آخر ما ترغب فيه بلاده هو "دخول لعبة الاتهامات المتبادلة".
وشارك في الاجتماع ممثلو 27 دولة، بينها تركيا وكندا وألمانيا وفرنسا وروسيا، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والإنتربول، وعدد من المؤسسات الدولية الأخرى.
وجرى الاجتماع بعيدًا عن وسائل الإعلام، لكن البيان الذي صدر عقب انتهائه أوضح أن المجتمعين بحثوا سبل تعزيز وتحسين تبادل المعلومات بين الدول، وتعزيز التعاون بينها، من أجل مواجهة خطر المقاتلين الأجانب.
وركز الاجتماع على كيفية تطوير استخدام تلك المعلومات في التصدي للخطرين الإقليمي والدولي، اللذَين تسبب فيهما المقاتلون الأجانب، بحسب البيان الذي أوضح في الوقت ذاته أن المشاركين في الاجتماع لفتوا الأنظار إلى التهديد الذي ينشره الأصوليون المترددون على مناطق الحروب.