نفذت أجهزة الأمن في مدينة اللاذقية حملة لمصادرة أملاك من ثبت انتماؤهم لقوات
المعارضة السورية، كما شملت الحملة كل من لجأ إلى
أوروبا، حيث قامت بوضع الشمع الأحمر على منازل عديدة في حي الرمل الجنوبي، وحي الغراف المجاور في مدينة اللاذقية على الساحل السوري.
وقال ناشطون من المنطقة إن قوة مسلحة وقفت أمام بناء مؤلف من عدة طوابق، يعود لعائلة معارضة، لم تكن موجودة في المنزل، وفتشت البناء، لكنها لم تجد سوى نازحين من حمص ومن حلب، وقامت بإجبارهم على توقيع تعهد يقضي بدفع إيجار هذا البناء لسلطات النظام أو صندوق "الشهداء".
وبلغ عدد المنازل التي ختمت بالشمع الأحمر أكثر من ثلاثين منزلا حتى الآن، من أصل أكثر من مئة اسم موجودة في قوائم النظام، منهم من لجأ إلى أوروبا، أو من يقاتل في صفوف "الإرهابيين"، وفق القوائم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يصادر فيها النظام السوري ممتلكات المعارضين، حيث قامت أجهزة الأمن بالحجز على العديد من ممتلكات المعارضين السياسيين، أمثال المعارض السياسي خالد كمال وآخرين، لكن الحملة الحالية شملت أناسا عاديين وفقراء، فمعظم من تمت مصادرة منازلهم يقطنون في حي الرمل الجنوبي، الذي يعدّ الأفقر في اللاذقية.
وأكد ناشطون أن سبب هذه الحملة هو انخفاض الموارد، سيما التي يتم منها تمويل أسر قتلى "الطائفة العلوية"، وانخفاض قيمة الليرة السورية في الآونة الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كافة أسعار السلع الغذائية في مناطق المؤيدين، الذين لم يعد لديهم أي دخل سوى عائدات التبرعات، وهذه حال الشريحة الأكبر من العلويين أيضا.
لكن، بحسب ناشطين، فإن الطبقة المنتفعة من السلطة في
سوريا لا تفكر إلا بنفسها وبطائفتها "العلوية"، في ظل انتشار الفساد والمحسوبية والرشوة.
ويخشى سكان الحي المعارض من أن تطالهم حملة مصادرة الممتلكات، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيير ديموغرافي، خصوصا في بنية السكان الأصليين الذين هجّر القسم الأكبر منهم، ومؤخرا هاجر مئات الشبان خوفا من الجر الإجباري إلى جبهات القتال.
وقال سامر، وهو شاب من حي الرمل الجنوبي، في تصريح خاص: "نحن فئة الشباب كان حلمنا الوحيد في عهد الأسد الأب والابن، الحصول على منزل نعيش فيه بأمان، إلا أن هذا الحلم لن يتحقق في الظروف الحالية، وبات حلمنا الوحيد هو ألا نموت في سجون النظام".