أعلنت مصادر طبية في مدينة
الفلوجة، غرب
العراق، سقوط ثلاثة قتلى من طلبة مدرسة ابتدائية استهدفها طيران الجيش العراقي، ضمن مجموعة أهداف تم قصفها خلال اليومين الماضيين، فيما أكد ناشط إغاثي أن أحد الأطفال هو الابن الوحيد لعائلة نزحت من منطقتها الأصلية في حي الحرية غرب بغداد.
وقال مصدر طبي في مستشفى الفلوجة العام إن "متطوعين من الأهالي نقلوا إلى قسم الطوارئ أربعة طلاب مصابين في
قصف لمدرسة ابتدائية وسط الفلوجة، بالإضافة إلى جثث ثلاثة آخرين توفوا أثناء عملية انتشالهم ونقلهم".
وأضاف المصدر في تصريح لـ"عربي21" أن المصابين الأربعة يعانون من جروح وكسور في المنطقة السفلى من الجسم، نتيجة تعرضهم لشظايا من الحجم الكبير، تكونت بفعل سقوط صاروخ بشكل مباشر على مبنى المدرسة الابتدائية التي قام المعلمون بإخلاء طلبتها فور سماعهم صوت الطائرة المحلقة فوق المنطقة.
وبيّن المصدر أن وفاة الأطفال الثلاثة الآخرين كانت بسبب تأخرهم في الخروج من مبنى المدرسة، وأن الوفاة حصلت نتيجة سقوط السقف الخرساني عليهم.
من جهته، أوضح ناشط في المجال الإغاثي بمدينة الفلوجة، أن أحد الطلبة المتوفين بحادث قصف مدرسة الجمهورية يبلغ من العمر 11 سنة، وهو الابن الوحيد لعائلة تم تهجيرها على خلفية طائفية من أحد أحياء العاصمة بغداد.
وأوضح خالد العسافي، عضو جمعية أحفاد الفاروق الخيرية، أن الطفل صهيب جاسم البطاوي هو طالب في الصف الخامس الابتدائي جاء إلى الفلوجة برفقة أهله، عندما كان يبلغ من العمر سنتين، وذلك بعد موجة الاغتيالات الطائفية التي نفذتها المليشيات الشيعية في منطقة الحرية غرب بغداد، عام 2006.
وتابع العسافي، في تصريح لـ"عربي21"، بأن الميسورين من أبناء الفلوجة قاموا حينها بتوفير منزل لعائلة البطاوي التي فشلت كل المحاولات فيما بعد بإقناعها بمغادرة المدينة التي تتعرض منذ أكثر من سنة لقصف جوي تنفذه طائرات عراقية وأمريكية، ويطال الأحياء السكنية بشكل دائم.
وأشار العسافي إلى أن موجة القصف التي نفذتها الطائرات العراقية مؤخراً كانت الأعنف، وأصابت أهدافا مدنية، أبرزها مدرسة الجمهورية الابتدائية والعيادة الطبية المجاورة القريبة من بناية محكمة الفلوجة، إضافة إلى عدد من المنازل السكنية والمحلات التجارية في حي الجمهورية وسط المدينة.
إلى ذلك، نشر نشطاء من مدينة الفلوجة مجموعة من المقاطع المصورة تظهر حجم الدمار الهائل الذي تحدثة الصواريخ المستخدمة في قصف الأحياء السكنية في مدينة الفلوجة، بالإضافة إلى توثيق عمليات إخلاء القتلى وإنقاذ الجرحى. كما يبيّن تسجيل آخر حالة الطلاب المصابين في قصف المدرسة الابتدائية والراقدين في مستشفى الفلوجة العام.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أصدر في أيلول/ سبتمبر الماضي قرارا رسميا يلزم القوات العسكرية بالتوقف عن قصف كافة المدن العراقية، وذلك لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، غير أن المصادر الطبية أعلنت في وقت لاحق أن قرار العبادي لم يصمد لــ24 ساعة، حيث شنت الطائرات الحربية واحدة من أعنف الغارات التي استهدفت أحياء الجولان والضباط في مدينة الفلوجة.