حذر النائب في المجلس التشريعي ورئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، جمال
الخضري، من خطورة "سياسة التنقيط" التي تنتهجها دولة
الاحتلال في إدخال مواد
البناء لقطاع
غزة، التي لم تبنِ بيتًا واحدًا منذ حوالي خمسة أشهر.
وحمّل الخضري في حديث لـ"عربي21" دولة الاحتلال مسؤولية "التأخّر" في إعادة
الإعمار، مبينًا أنها "تفرض حصاراً مشدداً على قطاع غزة، وتمنع دخول مواد البناء إلا في حدود ضيقة جداً؛ لا تفي بالحد الأدنى لمتطلبات الإعمار".
وأضاف أن مجموع مواد البناء التي دخلت القطاع منذ أن سمح الاحتلال بدخولها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي "لم يُبنَ بها منزل واحد من المنازل المدمرة".
وتابع بأنه "لن يكون هناك إعمار؛ طالما بقيت سياسية التنقيط هي الحاضرة".
وقال إن الاحتلال لا ينوي إدخال مواد البناء، "فالبدء في إعادة الإعمار يتطلب فتح كل المعابر بكامل طاقتها"، مشيراً إلى أن الاحتلال "يتحكم في المعابر، ويحاصر غزة جواً وبحراً وبراً، ويحدد كمية ونوعية المواد التي تدخل إلى القطاع".
وتفرض دولة الاحتلال سيطرتها على المعابر التي تقع على حدود غزة، وهي: معبر كرم أبو سالم، ومعبر بيت حانون (إيرز)، ومعبر صوفا، ومعبر المنطار، والمنطقة الصناعية.
وبيّن الخضري أن هناك "زيادة في عدد سكان قطاع غزة؛ يجب أن يوازيها زيادة في كل الاحتياجات الصحية والبيئية والسكنية وغيرها"، مشيراً إلى أن "هناك الكثير من المشاريع التي تحتاج لبناء، بخلاف المنازل والمنشآت التي دمرها الاحتلال، وهي في إطار التطور الطبيعي للمجتمع الفلسطيني بغزة".
ووصف الوضع في غزة بأنه "كارثي، بسبب تأخر الإعمار واستمرار الحصار"، مضيفاً أن دولة الاحتلال "منذ سبع سنوات؛ لا تدخل مواد البناء، ولا يوجد أحد يردعها ويفرض عليها إعادة الأوضاع لطبيعتها".
وقال: "أناشد جميع العقلاء في العالم؛ أن يبذلوا جهدهم لإنقاذ غزة من واقعها المرير الذي تعاني منه".
وشنت دولة الاحتلال في السابع من تموز/ يوليو الماضي حرباً على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية؛ أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.
وتعهدت دول عربية ودولية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريباً سيخصص لإعمار غزة، فيما سيصرف النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين، غير أن إعمار القطاع وترميم آثار ما خلّفته الحرب الأخيرة؛ لم يبدأ حتى الآن.