تركت المراحل المختلفة التي مرت بها القضية
الفلسطينية أثرها على شخصية
المرأة الفلسطينية، التي استطاعت أن تثبت نفسها كشريكة للرجل في النضال ومقاومة
الاحتلال، فكانت الريادية التي عزمت على استكمال المسيرة رغم صنوف المعاناة وتقلبها.
وفي
اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من آذار/ مارس، اتفقت قياديات فلسطينيات من مختلف الفصائل؛ على أهمية دور المرأة في النضال الفلسطيني، وقدرتها الاستثنائية على المواءمة بين العمل النضالي والواجبات الأسرية، كأم ترعى الأبناء وتبني شخصيتهم الوطنية، فكان منهم الابن الشهيد والأسير والمبعد.
نتيجة صمودها وإبداعها
وفي هذا السياق، أكدت نجاة الأسطل، النائبة في المجلس التشريعي عن حركة "فتح"، أن المرأة الفلسطينية "لم تتخلف عن مواكبة ركب النضال الوطني، وسعت في ذات الوقت لتوفر أفضل الأجواء لأسرتها، واستحقت أن تتقلد المناصب الوزارية والريادية في البرلمانات العالمية".
وقالت الأسطل، التي تمثل فلسطين في الجمعية البرلمانية الأوروبية، لـ"عربي21": إن "المرأة (الفلسطينية) تميزت على المستوى الإقليمي والدولى، وحصدت العديد من الجوائز في المحافل الدولية نتيجة صمودها وإبداعها في حماية قضيتها على مختلف الأصعدة".
ورحبت الأسطل بقرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في دورته السابعة والعشرين التي عقدت بالضفة الغربية في 4 آذار/ مارس 2104، بزيادة تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة بنسبة 30 في المئة، والتوقيع على العديد من الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة وحقوقها، وقالت: "هذا إنجاز لنا في المحافل الدولية".
بقيت متمسكة بثوابتها
واتفقت الأسطل مع منى منصور، النائبة في المجلس التشريعي عن حركة "حماس" على أن المرأة "بدأت تأخذ دورها في التمثيل السياسي من خلال المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث ارتفعت نسبتها بشكل ملحوظ".
من جهتها، أشارت مريم أبو دقة، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، إلى أن المرأة الفلسطينية "بقيت متمسكة بثوابتها الوطنية، وقامت بدورها الفاعل في صنع القرار الفلسطيني، وأحدثت ثورة من أجل إحقاق حقوقها الاجتماعية والقانونية"، مستدركة بالقول إن الانقسام وتعطيل المجلس التشريعي مثّل "عقبة أمام تحقيق المزيد من الإنجازات".
وعلى الرغم مما تحظى بها المرأة الفلسطينية على المستويات كافة، إلا أنها تعاني واقعا مريرا في الأراضي الفلسطينية بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي "لم يترك وسيلة قهر إلا وباغت بها المرأة الفلسطينية، فحاصرها، وأذاقها ألوان المعاناة في الوطن عبر الحروب المتتالية وزجها في السجون في ظروف قاسية، وحرمانها من حقوقها الإنسانية الأساسية"، حسب حديث أبو دقة لـ"عربي21".
مهاجمة المرأة وقتلها
وأضافت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية: "لقد دفعت المرأة الفلسطينية ثمنا غاليا، وقاومت كل محاولات طمس هويتها الفلسطينية بالتهويد والاستيطان في القدس والأراضي المحتلة عام 67".
أما النائبة منصور قد أشارت إلى أن المعاناة الأكبر للمرأة الفلسطينية "سببها الاحتلال"، الذي لا "يتورع عن مهاجمة المرأة وقتلها وتعذيبها".
وقالت منصور لـ"عربي2": "بينما نساء العالم تحتفل بيوم المرأة العالمي، فإن المرأة الفلسطينية تعاني الأسر والتعذيب في سجون الاحتلال" لافتة إلى أن عدد الأسيرات في سجون الاحتلال وصل إلى 20 أسيرة.
وعلى الصعيد المجتمعي، أكدت أبو دقة أن المرأة الفلسطينية "واجهت حرمانا من حقوقها الوطنية والاجتماعية وعايشت ظروفا اقتصادية صعبة جدا، كونها معيلة أو تساعد في إعالة أسرتها". وأوضحت أن الحرب الأخيرة على غزة عملت على "تراكم الأعباء الاجتماعية والاقتصادية على كاهل المرأة، وأثرت بشكل كبير على تمكينها من حقوقها الأساسية في الظفر بعيش كريم".
رسالة
ووجهت القياديات الفلسطينيات رسالة موحدة للمرأة الفلسطينية في يومها العالمي، الذي يوافق اليوم الاحد، بضرورة التلاحم من أجل إحقاق حقوقها الوطنية والإنسانية، وأن تكون معول بناء في تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي الذي ينتهك حقوقها وكرامتها.
وطالبت القياديات الفلسطينيات في رسالتهن "بدور فاعل للمرأة في القضايا الوطنية المختلفة"، من خلال التأثير في صناع القرار عبر مبادرة موحدة لجمع أطياف الكل الفلسطيني لإنهاء الحصار والانقسام، وذلك للتفرغ "لمواجهة الاحتلال براية واحدة بعيدا عن المنافع الحزبية والفئوية".