بالرغم أن رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تجاهل "مبادرة السلام
العربية"، التي كانت السعودية أول من طرحها، واستاء من خطاب القاهرة للرئيس الأميركي الجديد في حينه باراك أوباما، وألقى بعده "خطاب بار إيلان" الذي وجهه بالأساس إلى آذان أوباما، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية مع وزير خارجيته أفيغدور
ليبرمان، ورئيس الموساد في حينه مائير داغان، سعوا إلى علاقات سرية مع عدد من الدول العربية التي تصفها إسرائيل بأنها "معتدلة".
ونقل موقع "واللا" الالكتروني الأحد، عن عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين تأكيدهم على أنه في سياق العلاقات السرية الإسرائيلية مع دول عربية، وخصوصا في الخليج، ومنذ عودة نتنياهو إلى الحكم في العام 2009، فإن السياسي الإسرائيلي الأنشط بكل ما يتعلق بالعلاقات مع العالم العربي هو ذلك الذي يعتبر صقرا يمينيا من الناحية السياسية وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وحتى "السياسيون الذين يختلفون مع ليبرمان سياسيا، يعترفون بأن وزير الخارجية نجح في مفاجأتهم".
وقال دبلوماسي إسرائيلي إن "ليبرمان أقام لنفسه شبكة علاقات في
دول الخليج، وهي تجري تحت الرادار وبعيدا عن وسائل الإعلام، لأنه يريد أن تسير الأمور على هذا النحو".
ووفقا لمصدر في وزارة الخارجية فإن الدولتين اللتين نشط ليبرمان مقابلهما بشكل خاص هما الإمارات العربية المتحدة والكويت، والعلاقات مع الإمارات لم تكن عفوية، إذ أنها تمنح اللجوء للمنشق
الفلسطيني محمد دحلان، الذي يتآمر ضد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن)، ويسعى إلى إسقاطه.
وأشار موقع "واللا" إلى أن دحلان كان قد صرح في الماضي بأن "معسكر السلام في إسرائيل يهدر قدرات ليبرمان بشكل كبير" وأنه "في الظروف الصحيحة، ليبرمان هو الزعيم الإسرائيلي الملائم للتقدم نحو اتفاق سلام".
وأضاف الموقع أن ليبرمان ودحلان كانا مقربين جدا من الثري النمساوي – اليهودي مارتن شلاف، الذي برز اسمه في قضايا فساد اتهم بها ليبرمان. وترددت أنباء في الشهور القليلة الماضية عن أن ليبرمان ودحلان التقيا سرا في باريس مؤخرا.
وألمح "واللا" إلى أن ليبرمان أقام علاقات مع نظام معمر القذافي في ليبيا، وفي آب العام 2010 وصلت طائرة خاصة يملكها شلاف إلى ليبيا لتخرج من هناك الصحافي الإسرائيلي رفرام حداد، الذي كان محتجزا هناك.
وقال مصدر مقرب من ليبرمان إن "هذا مثال تم نشره في وسائل الإعلام، لكن هناك عشرات الأمور التي لم تنشر ولا يمكن التحدث عنها".
ونقل "واللا" عن ناشط في إحدى منظمات السلام الإسرائيلية الكبرى، قوله إنه "خلال لقائي مع شخصيات رفيعة من دول عربية، يتم ذكر اسم ليبرمان طوال الوقت. وهم يعرفون لغته العنصرية ضد العرب في إسرائيل، ولا يرون مشكلة في ذلك. وبالنسبة لهم هو شخص قوي، ولكنه أحد الذين يفهمون الخريطة الإقليمية ويهتم حقا بما يحدث من حولنا".
وقال "واللا" إن الشخص الوحيد الذي حصل على "إطراءات" أكثر من ليبرمان في السياق الإقليمي كان رئيس الموساد حينذاك مائير داغان.
وأجمع المسؤولون الذين التقى بهم الموقع الالكتروني لهذا التقرير على أن داغان حقق عدة اختراقات هامة في العلاقات مع دول عربية، وهو أمر أدى إلى تعاون بينها وبين إسرائيل وكانت بينها علاقات استخبارية طوال سنين وبمستوى غير مسبوق، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية.
وقال وزير إسرائيلي سابق إن "داغان هو مهندس التوجه الإقليمي والتواصل مع المحور السني المعتدل. ولم يكن دوره منحصرا في إقامة علاقات والمبادرة إليها مع أماكن كان صعب تحقيق علاقات معها، وإنما محاولة تعليم زعماء وتربيتهم على أهمية هذه العلاقات وطريقة الأداء الصحيح مقابل الدول العربية".
ووفقا للموقع الالكتروني فإن الاختلاف الأساسي بين نتنياهو وداغان، هو أن الأخير يرى وجود علاقة مباشرة بين علاقات إسرائيل مع الدول العربية وبين القضية الفلسطينية، وفي موازاة ذلك فإن نتنياهو يرفض أي ربط بين الأمرين ويعتبر أن الموضوع الفلسطيني بالنسبة للزعماء العرب لا يتعدى كونه ضريبة كلامية.
وأضاف الموقع أن ليبرمان كان يحمل أفكارا مشابهة لتلك التي يحملها نتنياهو، لكنه في العام الأخير فقط بدأ يتحدث بصورة شبيهة لموقف داغان، الذي يقر بوجود علاقة بين "العرب القريبين (أي الفلسطينيين) والبعيدين".