اتهم نائب الرئيس
العراقي أسامة
النجيفي، الاثنين، الحكومة العراقية بـ"الإحجام عن تسليح السنة"، لتحرير مناطقهم من
تنظيم الدولة، بعكس مليشيات الحشد الشعبي، فيما اعتبر نوري
المالكي، وهو أيضا نائب للرئيس العراقي، أن الحشد الشعبي يعدّ ضمانا لوحدة البلاد، متهما المتهجمين على الحشد بـ"الطائفية".
أتى ذلك ردا للنجيفي على تصريحات لزعيم التيار
الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أعلن فيها الأحد، إنهاء تجميد جناحه المسلح المعروف بـ"سرايا السلام" للمشاركة في تحرير الموصل (مركز محافظة نينوى) معقل التنظيم في العراق "بعد تراخي أهلها في القيام بهذا الواجب".
وقال النجيفي إنه "منذ اللحظات الأولى لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على محافظة نينوى (شمال)، أعلنّا بوضوح وبشكل متكرر أن تحرير الموصل مسؤولية وطنية وتاريخية، وأهل الموصل أولى من غيرهم بأن يكونوا رأس رمح موجه إلى قلب الإرهاب"، مضيفا: "عشرات الآلاف من شباب نينوى هم الآن في معسكرات التحرير، سواء كانوا من الشرطة، أو الحشد الوطني، أو من أبناء العشائر، وبرغم نداءاتنا المتكررة، فما زال الرجال المقاتلون يشكون من نقص كبير في التسليح والتجهيز والأمور اللوجستية".
وتابع النجيفي، وهو قيادي سني بارز: "وزارة الداخلية لم تسلح أفواج الشرطة الملتحقين بمعسكر تحرير نينوى، في حين تحظى معسكرات أخرى بأفضلية واضحة".
وردا على حديث الصدر بشأن تراخي سكان الموصل في تحرير مدينتهم، قال النجيفي إن "أهل الموصل ليسوا متراخين، إنما يشكون ظلم ذوي القربى، فلا تسليح ولا دعم، والتلكؤ أوضح من إثبات وجوده".
ودعا النجيفي الصدر والمرجعية الدينية ورؤساء الكتل والكيانات للضغط على الحكومة من أجل أن تتيح لأهل نينوى حق وواجب تحرير محافظتهم، مشيرا إلى أن "الأعذار كثيرة والتلكؤ قائم حتى باتت الشكوك تحوم حول الأسباب الحقيقية لعدم تلبية حاجات محافظة نينوى في التسليح والتجهيز".
ورحب النجيفي بقدوم قوات الجيش العراقي لتحرير الموصل، وكذلك بقوات البيشمركة الكردية كـ"ظهير للحشد الوطني في تحرير نينوى".
وعلى مدى الأشهر الماضية، شكا أبناء المناطق السنية من إحجام الحكومة على تزويدهم بالأسلحة والمعدات العسكرية للذود عن مناطقهم في وجه هجمات تنظيم الدولة، ما جعل منهم هدفا سهلا لمسلحي التنظيم، في وقت تعهد فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي (الشيعي) أكثر من مرة بمضيه قدما في تسليح أبناء العشائر السنية لهزيمة تنظيم الدولة.
"الحشد الشعبي ضمان لوحدة العراق"
من جهته، قال المالكي في كلمة خلال احتفالية نظمت في جامعة بغداد، دعما للقوات الأمنية، إن "تجربة الحشد الشعبي ستكون الضمان لوحدة العراق، وهذه التجربة كانت هي الحل في مواجهة الريح السوداء التي تعرضت لها البلاد".
وأضاف المالكي أن "دعاة التقسيم أدركوا أن هذه التجربة، شكلت عقبة في تنفيذ مخططاتهم العدوانية، لأن الجميع اختار القتال موحدين، والحملة الشرسة التي تشن ضد الحشد الشعبي يجب الحذر منها، لأنها حملة طائفية، وهي امتداد للحملة التي شنت سابقا ضد الجيش العراقي".
ويرفض قادة السنٌة البارزين، اشتراك قوات "الحشد الشعبي" في معارك تحرير محافظة نينوى (شمال)، والأنبار (غرب)، خشية ارتكاب جرائم ذات أبعاد طائفية تطال المدنيين بعد الكشف عن أحداث ذات أبعاد طائفية، نفذت في عدة مدن بمحافظة ديالى (شرق) بعد تطهيرها من تنظيم الدولة.
ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة، غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في حزيران/ يونيو الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.