علقت مجلة "إيكونوميست" على التقارير التي تحدثت عن خطط
جبهة النصرة فك ارتباطها بتنظيم
القاعدة.
وقالت المجلة في عددها الأخير: "إن فرع تنظيم القاعدة السوري احتل موقعاً وسطاً في البلاد، فقد قبل جزءاً من مطالب الثورة ضد نظام بشار الأسد، رغم ارتباطه بتنظيم القاعدة، وهذا يعود لأن معظم أفراده من السوريين، وعلى خلاف منافسه
تنظيم الدولة، الذي يقوده عراقي، ولديه جنود مشاة من دول عدة، أما الأمر الثاني فلم تقاتل جبهة النصرة إلا نظام بشار الأسد".
ويشير التقرير إلى أنه بالرغم من ذلك إلا أن تنظيم الدولة تفوق عليها، وجذب إليه أعداداً كبيرة من المتطوعين، ولديه مال أكثر.
وتبين المجلة أنه "لهذا السبب بدأت جبهة النصرة باقتناص مناطق من جماعات أقل تديناً، ففي بداية آذار/ مارس أعلنت حركة حزم، التي تتلقى الدعم من الأمريكيين عن حل نفسها، بعد مواجهات بينها وبين مقاتلي جبهة النصرة، وهذه هي الجماعة الثانية التي تحل نفسها منذ أن بدأت جبهة النصرة تسيطر على القرى والقواعد العسكرية".
ويذكر التقرير أن المناوشات بين جبهة النصرة والجماعات
المعارضة قد تتطور إلى حرب مفتوحة، مثل ما حدث بينها وبين تنظيم الدولة في كانون الثاني/ يناير. ولو حدث سيناريو كهذا فسيؤدي إلى تمزيق المعارضة السورية أكثر.
وتجد المجلة أن "التقارير التي تتحدث عن قيام دولة قطر بتعزيز القتال ضد نظام الأسد، من خلال إقناع جبهة النصرة لفك ارتباطها مع تنظيم القاعدة، لا تبدو بعيدة عن الحقيقة. ويقال إن قطر عرضت على جبهة النصرة الدعم المالي، إن انضمت لجبهة مدعومة من دول الخليج. وخطوة كهذه ستقوي جماعات المتمردين، وتخقف من مخاوف الأمريكيين بشأن دعم وحتى التعاون مع جبهة النصرة، التي يجب أن تقدم إثباتات حقيقية، وليست سطحية بشأن تخليها عن تنظيم القاعدة".
ويوضح التقرير أن "هناك البعض في صفوف جبهة النصرة يرغبون بالتأكيد بقطع الصلات مع تنظيم القاعدة، الذي خبا نجمه منذ ظهور تنظيم الدولة على السطح، وهناك الكثير من أتباع جبهة النصرة لا يشعرون بالولاء لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ونموذجه الجهادي. فقد انضموا لجبهة النصرة لأنها البديل القوي عن تنظيم الدولة".
وتستدرك المجلة بأن "بعض قادة جبهة النصرة، بينهم زعيمها أبو محمد الجولاني، لا يبدو أن لديهم نية لقطع العلاقة مع تنظيم القاعدة، خاصة أن الجولاني ناقش فكرة الانضمام لتنظيم الدولة بعد قيام الولايات المتحدة باستهدافه، ولمواجهة ما وصفها بالحرب على الإسلام. ومع أن وحشية تنظيم الدولة قد قللت من فرص التقارب بين الجماعتين، إلا أن النصرة ولدت في البداية من تنظيم الدولة، وبعد ذلك اختلفت الجماعتان".
وتخلص "إيكونوميست" إلى أنه "في الوقت الحالي تبدو جبهة النصرة معنية بتحقيق الهيمنة على جماعات المتمردين في شمال
سوريا، وطغت في العام الماضي فكرة إقامة إمارة هناك. وفي حالة فشلت القوى الخارجية بإقناع الجبهة التبرؤ من تنظيم القاعدة، والتعاون مع القوى المعارضة الأقل تطرفاً فستنتهي إلى محاربة بقية الفصائل المتمردة تماماً كما فعل تنظيم الدولة".