تقول صحيفة "التايمز" البريطانية، إن عودة بنيامين
نتنياهو إلى السلطة للمرة الرابعة لم تكن مفاجئة، فقد لعب في الأيام الأخيرة على لعبة الخوف والأمن لدى الناخبين
الإسرائيليين، وقدم مديرو حملته الانتخابية سلسلة من الإعلانات التي استهدفت قطاع
اليمين الإسرائيلي، محذرة إياه من أن يسار الوسط سيقدم تنازلات للإرهابيين.
ويشير التقرير إلى أن حملته الدعائية اشتملت على فيلم دعائي، صور فيه مقاتلي
تنظيم الدولة وهم يسألون: أين الطريق إلى القدس.. "يمين، شمال، شمال".
وتبين الصحيفة أن مؤيدي حملته انشغلوا في يوم
الانتخابات بإرسال الرسائل الهاتفية لأوساط اليمين، يحذرونهم فيها من أن العرب قد استنفروا للانتخابات. واستخدم الليكود كل ما لديه لإقناع اليمين للتصويت له، حيث اتهم أمريكا بشن مؤامرة ضد نتنياهو، وتوج الأخير وعوده عندما أكد أن لا دولة فلسطينية ستقوم.
ويلفت التقرير إلى أنه تم ربط دعاية الليكود، كما يقول توم غوغلان، بجماعة "في5"، وهي الجماعة التي حاولت الإطاحة بنتنياهو بالتمويل الأمريكي، حيث اتهمها اليمين بتلقي أموال من وزارة الخارجية الأمريكية.
وتوضح الصحيفة أن نتنياهو في تركيزه على الأمن، أنسى الإسرائيليين الهموم الحقيقية، كما يقول أحد منظمي الاستطلاعات. وتقول ميشيل باراك: "هذه أسوأ حملة في التاريخ، هذه حملة لا يوجد فيها شيء، ولا توجد فيها قضايا مهمة".
ويفيد التقرير بأن قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة ستكون كارثة للإدارة الأمريكية، خاصة بعد خطابه أمام الكونغرس، محذرا من الخطر النووي الإيراني، وستنتهي المفاوضات مع الفلسطينيين، وبخاصة أنه أكد عدم دعمه للتفاوض معهم أثناء الحملة الانتخابية.
وترى "التايمز" أن الانتخابات الإسرائيلية كانت استفتاء على نتنياهو، الذي تجعله فترة حكمه لمدة تسعة أعوام، ثاني أطول رئيس وزراء بعد بن غوريون. فقد اتهم نتنياهو بتهميش قطاعات واسعة من الإسرائيليين، وأنه لم يفعل الكثير من أجل مواجهة غلاء الأسعار، وأثارت سلسلة من الفضائح التي ارتبطت بزوجته في مقر إقامة رئيس الوزراء غضب الناخبين.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن لعبة تشكيل الحكومة معقدة، فتشكيلها يحتاج إلى تحالفات مع أحزاب صغيرة، وقد أغضب نتنياهو حلفاءه القدامى، وسيضطر للتعامل مع أحزاب أخرى، منها حزب موشيه كحلون، الذي كان في الليكود، ثم قرر تشكيل كتلته "كلنا"، ورفض التعاون مع نتنياهو، أو زعيم المعسكر الصهيوني إسحاق هيرتزوغ.